تتكون أورام المثانة عندما تتحور أو تتغير خلايا معينة في الأنسجة المبطنة لها، متحولة إلى خلايا غير طبيعية تتكاثر مكونة أورامًا، وقد تكون أورام المثانة حميدة أو سرطانية تنشر عبر جدرانها إلى العقد اللمفاوية المجاورة أو إلى مناطق أخرى في الجسم بما في ذلك الكبد والرئتين والعظام.
وتنقسم أورام المثانة الخبيثة إلى عدة أنواع من أشهرها سرطان الخلايا الانتقالية ويمثل نحو 90% من إجمالي سرطانات المثانة، وسرطان الخلايا الحرشفية بنسبة 5%، وفي المقال هذا سنتحدث عن علاج أورام المثانة بالتفصيل
خطة علاج أورام المثانة أساسها التشخيص
في اللقاء الأول الذي يجمع بين دكتور الأورام والمريض بعد إنهاء الفحوصات، بما في ذلك الفحص بمنظار المثانة وأشعة الرنين المغناطيسي ونتيجة فحص عينة من الورم، يحدد الطبيب الخطة العلاجية المناسبة، وذلك بناءً على نوع الورم ودرجته، فهناك أورام:
- سطحية -غير غازية- تقتصر على بطانة المثانة.
- غازية لعضلة المثانة أي تخترق الجدار العضلي.
- منتشرة أو متقدمة، وتمتد خارج المثانة أو تنتقل لأعضاء أخرى.
ورغم أنه باختلاف هذه الأنواع، قد تختلف الخطة العلاجية، تظل الخطوة الأولى المشتركة في علاج أورام المثانة في أغلب الحالات هي استئصال الورم بالمنظار عبر الإحليل.
تعرف الى أعراض سرطان المثانة عند النساء
استئصال أورام المثانة بالمنظار عبر الإحليل (TURBT)…أولى خطوات علاج أورام المثانة
يتضمن إدخال منظار عبر فتحة الإحليل لإزالة الورم كاملًا مع جزء من قاعدة الورم، لتحليلها وتحديد مدى عمقه وانتشاره، ويساهم هذا الإجراء في التشخيص الدقيق للورم وتحديد نوع الخلايا والدرجة، وإزالة معظم الكتلة الورمية، وتحديد المسار العلاجي التالي سواء كان العلاج داخل المثانة أو جراحة متقدمة.
ويُعد استئصال ورم المثانة عبر الإحليل إجراء بسيط، وعادة يخرج المريض في نفس يوم الإجراء أو بعد 24 ساعة مع قسطرة بسيطة قد تُزال خلال يوم أو يومين.
وقد يكون هذا الإجراء كافيًا لعلاج أورام المثانة غير الغازية للعضلات، ولكن يتبعه العلاج داخل المثانة، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى تكرار (TURBT) بعد عدة أشهر للتأكد من إزالة الورم بالكامل.
إليك اجابة سؤال هل تحليل البول يكشف سرطان المثانة؟
علاج أورام المثانة: العلاج داخل المثانة المرحلة الثانية لمنع عودة الورم
يستخدم العلاج داخل المثانة في علاج أورام المثانة السطحية، ويبدأ فيه المريض بعد أيام قليلة من استئصال الورم عبر الإحليل، ويستمر لمدة تتراوح ما بين 6 أسابيع حتى 3 سنوات.
ويُجرى هذا العلاج عبر قسطرة صغيرة تُحقن من خلالها مادة علاجية داخل المثانة وتُترك لعدة دقائق قبل تفريغها، ويساعد ذلك على منع عودة الورم أو تقليل احتمالات انتشاره إلى الطبقات العضلية أو أجزاء أخرى من الجسم.
وتشمل أنواع العلاج داخل المثانة ما يلي:
- العلاج الكيماوي داخل المثانة مثل: ميتومايسين وجيمسيتابين ودوكسوروبيسين، ويُستخدم عادة في الأورام منخفضة الخطورة بعد استئصال الورم بالمنظار.
- العلاج المناعي داخل المثانة (لقاح BCG)، وهو نفس اللقاح المستخدم للسل، واستخدامه داخل المثانة يحفّز جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية المتبقية، ويستخدم عادة في حالات الأورام المتوسطة والعالية الخطورة.
اقرأ ايضا عن أعراض سرطان المثانة
علاج أورام المثانة الغازية
حين يشير التقرير المرضي إلى أن الورم وصل للعضلات، تتغير خطة علاج أورام المثانة بالكامل، ويوصي الأطباء باستئصال المثانة الجذري.
ويتضمن إزالة المثانة بالكامل والغدد الليمفاوية حولها، مع أجزاء من الجهاز التناسلي، فتُزال البروستاتا والحويصلات المنوية لدى الرجال، والرحم والجزء الأمامي من المهبل في النساء، مع إعادة توجيه مسار البول عبر إحدى الطرق التالية:
- كيس مثبت خارج الجسم لتجميع البول.
- صُنع مثانة جديدة من الأمعاء ويتبول المريض منها طبيعيًا.
ويعتمد اختيار الطريقة المناسبة على حسب عمر المريض وحالته الصحية ونوع الورم ورؤية الجراح.
تعرف الى نسبة نجاح عملية استئصال المثانة
علاج أورام المثانة الخبيثة: العلاجات التكميلية
تستخدم بعض العلاجات التكميلية التي تساعد على قتل الخلايا السرطانية المتبقية ومنع عودة الورم مرة أخرى، وتشمل ما يلي:
العلاج الكيماوي
وقد يُستخدم العلاج الكيماوي:
- قبل استئصال المثانة بهدف تقليص الورم والقضاء على الخلايا المنتشرة وتحسين نسبة الشفاء بعد الجراحة، وهو ما أثبتت الدراسات فاعليته بدرجة كبيرة.
- بعد استئصال المثانة للحد من احتمال عودة المرض لدى المرضى ذوي الخطورة العالية.
- في الحالات المتقدمة أو المنتشرة، بهدف السيطرة على المرض وتحسين حياة المريض.
العلاج الإشعاعي
تستخدم الأشعة السينية عالية الطاقة أو الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن استخدام هذا العلاج في عدة حالات:
- بعد عملية استئصال ورم المثانة عبر الإحليل.
- المرضى الذين لا يستطيعون إجراء الجراحة لأسباب صحية أو شخصية.
- علاج رئيسي في المراحل المتقدمة من سرطان المثانة.
العلاج المناعي
يستخدم العلاج المناعي لتنشيط جهاز المناعة للتعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها، وقد حقق العلاج المناعي نتائج جيدة في علاج أورام المثانة خصوصًا في الحالات التي لا تستجيب للكيماوي.
العلاج الموجّه
بعض المرضى يمتلكون طفرات جينية تؤدي إلى تكوين بروتين معين يساعد على نمو الورم، وهنا يُستخدم علاج موجّه يستهدف هذه الطفرة مباشرة أو هذا البروتين، للقضاء على الورم السرطانية.
المتابعة بعد علاج أورام المثانة لا تقل أهمية عن العلاج
لا ينتهي علاج أورام المثانة باستئصال الورم أو مع آخر جرعة من الكيماوي أو الاشعاعي، إنما يتطلب من المريض إجراء فحوصات دورية، لأن الأورام وخصوصًا السطحية قد تعود مرة أخرى، وتتضمن المتابعة:
- الفحص بمنظار المثانة كل 3 أشهر ثم كل 6 أشهر.
- فحص بول للكشف عن الخلايا السرطانية.
- أشعة مقطعية حسب درجة الورم.
يتضمن علاج أورام المثانة عدة خيارات منها استئصال الورم بالمنظار واستئصال المثانة والعلاج المناعي والكيماوي والإشعاعي، ومع أن رحلة العلاج تختلف من مريض لآخر، يظل الهدف واحد في كل الأحوال، وهو تحقيق الشفاء مع تحسين جودة حياة المريض قدر الإمكان.



