تظهر أعراض أورام القولون في بدايتها لدى معظم الحالات في صورة اضطرابات هضمية معتادة مثل التقلصات والانتفاخ وتغير حركة الأمعاء، ما يستبعد الشك في وجود ورم في القولون.
ومع مرور الوقت، ينمو الورم تدريجيًا، وتتطور الأعراض أو تزداد شدتها، ما يدفع المريض للبحث والتساؤل عن السبب الخفي وراء هذه الأعراض، وفي هذا المقال سوف نوضح وسائل التشخيص بعد أن نذكر بالتفصيل شكل ورم القولون وأبرز أعراضه.
ما هو ورم القولون؟
ينشأ ورم القولون عن نمو غير طبيعي في الخلايا المبطنة للأمعاء الغليظة، ويختلف شكل ورم القولون تبعًا لنوعه، إذ تنقسم أنواع أورام القولون إلى:
- الزوائد اللحمية أو ما تعرف بسلائل القولون، وغالبًا تكون حميدة وتتكون ببطء، ولا تسبب أعراضًا واضحة في البداية.
- أورام خبيثة سريعة النمو وتملك قدرة أعلى على اختراق جدار القولون والانتشار خارجه.
يحدث هذا الاضطراب عادةً نتيجة طفرات جينية في الخلايا، تجعلها تنقسم وتتضاعف بصورة غير طبيعية مكونة كتلة (ورم) يعيق القولون عن أداء وظيفته على نحوٍ سليمٍ.
شكل ورم القولون الحميد
يختلف شكل ورم القولون الحميد من مريض لآخر باختلاف النوع، وتشمل أشهر أشكال السلائل:
- فطرية الشكل: تظهر كبروز صغير يشبه رأس الفطر، له قاعدة رفيعة وسطح أملس في أغلب الأحيان، بينما يحمل بعضها نسيجًا حبيبيًا بسيطًا، وغالبًا ما تكتشف صدفة في أثناء إجراء منظار القولون.
- المسطحة: تكون أقل وضوحًا عادةً، لأنها تندمج مع بطانة القولون ولا يظهر منها سوى تغير طفيف في اللون أو ارتفاع بسيط للغاية.
تعرف على اجابة سؤال هل السونار يكشف أورام القولون الخبيثة؟
شكل ورم القولون الخبيث
يملك الورم الخبيث مظهرًا أكثر خشونة، إذ يبرز من الجدار كتلة صلبة ذات سطح غير منتظم ولون مائل للداكن، ويأخذ أحيانًا صورة حلقات متشابكة تضيق المجرى الداخلي للقولون.
ويشير هذا الشكل إلى سرعة نمو الخلايا الشاذة التي تختلف كليًا عن خلايا البطانة الطبيعية، وترتبط هذه الصورة بأعراض أشد، تزيد مع مرور الوقت.
الفرق بين أعراض ورم القولون الحميد والخبيث
الورم الحميد لا يسبب غالبًا سوى اضطرابات بسيطة كالغازات أو تغيرات طفيفة في حركة الأمعاء، وبينما تظهر أعراض سرطان القولون في بدايته بصورة خفيفة، إلا أنه مع تطور الحالة يلاحظ المريض علامات بارزة مثل:
- النزيف المتكرر.
- التعب المزمن.
- فقدان وزن غير مفسّر.
- تغير مستمر في عادة الإخراج مع ألم يزداد عند تقدم الحالة.
إليك دكتور جراحة أورام القولون
كيف يحدد الأطباء شكل ورم القولون؟
يعتمد الطبيب على مجموعة من الفحوصات ليحدد شكل ورم القولون ومكانه ونوعه، وتشمل:
- تنظير القولون.
- تنظير القولون السيني.
- فحص البراز لكشف الدم الخفي.
- التصوير المقطعي المحوسب للقولون.
- أخذ عينة نسيجية من الورم لفحصه تحت الميكروسكوب.
- اختبارات جينية لبعض الحالات.
- تحاليل دم خاصة بالأورام.
وفي حالات التخطيط للجراحة، يطلب الطبيب فحوصات إضافية مثل الرنين المغناطيسي ويتخذ استعدادات خاصة، لتجنب أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون.
أسئلة شائعة
توجد بعض الأسئلة المتكررة التي تشغل بال المرضى وتثير القلق لديهم، خاصة عند ظهور أعراض غير واضحة أو نتائج فحوصات غير مطمئنة، وفيما يلي نجيب عن أبرز هذه الأسئلة بصورة مبسّطة ودقيقة:
كيف نفرق بين الورم الحميد والخبيث في القولون؟
الورم الحميد يبقى محدودًا في موضعه بينما الورم الخبيث يغزو الطبقات العميقة وينتشر إلى العقد اللمفاوية، وتبدو خلاياه تحت المجهر بصورة مشوهة وغير منتظمة.
ما هي العلامات المبكرة لسرطان القولون؟
تشمل علامات سرطان القولون المبكر:
- النزيف.
- تغيرات في الإخراج.
- فقر دم غير مفسّر.
- إرهاق متواصل.
- إحساس بعدم تفريغ الأمعاء بالكامل في أثناء التبرز.
هل كل أورام القولون سرطانية؟
لا، فمعظم أورام القولون حميدة ولا تتحول إلى سرطان إلا في حالات نادرة للغاية، ويؤكد ذلك أهمية المتابعة الدورية وإجراء الفحص بمنظار القولون خاصة لمن تجاوز عمرهم الأربعين عامًا ومن لديهم تاريخ عائلي من المرض، للكشف المبكر عن أي تغيرات.
متى يصبح استئصال ورم القولون ضروريًا؟
يكون استئصال الورم ضروريًا إذا كان الورم كبير الحجم أو يسبب نزيفًا وأعراضًا مستمرة، أو أوضح الفحص النسيجي تغيرات تنذر بتحول الورم لسرطاني.
في النهاية..
تُعد معرفة شكل ورم القولون من الأمور الهامة التي تزيد من وعي المريض بحالته، ولكن الأولى في البداية هو مراقبة الأعراض بدقة وملاحظة أي تغيرات في الجهاز الهضمي، إذ يساعد ذلك في اتخاذ خطوة مبكرة قبل تفاقم الحالة.
إذا شعرت بأعراض مقلقة ولو بسيطة، فزيارة الطبيب خطوة ضرورية إذ تمنحك فحصًا دقيقًا وخطة علاجية مفصلة لحالتك تمنع تفاقم المشكلة.



