هل تعلم أن القولون قد يصاب بأنواع مختلفة من الأورام، وأن طريقة العلاج تختلف من نوع إلى آخر؟
تنشأ هذه الأورام عادةً نتيجة نمو غير طبيعي لخلايا بطانة القولون، وغالبًا ما تبدأ كزوائد لحمية صغيرة، ويمكن أن يتحول بعضها إلى أورام سرطانية لاحقًا إذا لم تُكتشف وتُعالج في الوقت المناسب.
في هذا المقال، نستعرض أنواع أورام القولون، ونوضح الفروقات بينها، ووسائل التشخيص والعلاج المتاحة، إلى جانب الإجابة عن أهم التساؤلات التي يطرحها المرضى حول هذا الموضوع.
أنواع أورام القولون
تُصنَّف أورام القولون وفقًا لطبيعة خلاياها، ومن ثَمَّ تختلف وسائل علاج كل نوع، ولعل أبرز أنواع أورام القولون ما يلي:
الأورام الحميدة في القولون
يشير مصطلح “الأورام الحميدة” عادةً إلى زوائد القولون، وهي زوائد غير طبيعية تنشأ عشوائيًا على بطانة القولون وتبقى مستقرة فيه ولا تنتشر إلى أي أجزاء أخرى.
وغالبًا ما تكون الأورام الحميدة بلا أعراض، لكن أحيانًا قد تظهر بعض العلامات المنذرة مثل وجود دم أو مخاط في البراز.
الأورام الخبيثة في القولون (سرطان القولون)
تدل الأورام الخبيثة على نمو خلايا غير طبيعية في بطانة القولون، وقد تنتشر هذه الخلايا إلى أعضاء أخرى إذا لم تُكتشف مبكرًا، ومن أبرز أنواع أورام القولون الخبيثة:
- السرطان الغدي، ويمثل الغالبية العظمى من الحالات، وينشأ في خلايا بطانة القولون.
- الأورام الكارسينويدية، وتنشأ في خلايا الغدد الصماء الموجودة في بطانة القولون والمسؤولة عن إفراز بعض الهرمونات في الأمعاء.
- أورام الجهاز الهضمي النسيجية، وهي نوع نادر من أورام الأنسجة الرخوة قد يظهر في القولون.
- الليمفوما، وتُصيب الخلايا المناعية الموجودة في القولون.
ولعل الإصابة بورم خبيث في المراحل المبكرة قد لا تُسبب أعراضًا واضحة، لكن عند تقدّم المرض، يبدأ المريض في معاناة ما يلي:
- وجود دم في البراز أو تغيّر لونه.
- تغيّر مستمر في عادات التبرز مثل الإمساك أو الإسهال المزمن.
- ألم أو انتفاخ في البطن.
- فقدان وزن غير مفسر أو تعب عام نتيجة فقر الدم.
- قيء مستمر أو شعور بضيق التنفس أحيانًا.
تعرف على أعراض سرطان القولون في بدايته
كيفية تشخيص مختلف أنواع أورام القولون
يعتمد الطبيب على وسائل تشخيص مختلفة للكشف المبكر عن أنواع أورام القولون، لعل أهمها:
- اختبارات الدم مثل تحليل صورة الدم الكاملة وقياس مستوى بروتين CEA في الدم، الذي قد يرتفع في بعض حالات سرطان القولون.
- الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم مدى انتشار الورم.
- أخذ عينة من الورم لفحص الخلايا تحت المجهر.
- فحص الحمض النووي في البراز للكشف عن طبيعة الدم الخفي في البراز.
- منظار القولون وهو الفحص الأكثر دقة للكشف عن الزوائد الحميدة، إذ يتيح للطبيب اكتشافها وإزالتها أو أخذ عينات للفحص المخبري عند الحاجة ، إضافة إلى التأكد من سلامة البطانة الداخلية.
وسائل علاج أورام القولون
يعتمد علاج أنواع أورام القولون على عدة عوامل، منها طبيعة الورم ومرحلته، إلى جانب عمر المريض وحالته الصحية العامة، وغالبًا ما يحتاج المريض إلى أكثر من أسلوب علاجي معًا لتحقيق أفضل النتائج.
ومن أبرز وسائل العلاج:
الجراحة
وهي الخطوة الأولى في أغلب الحالات، وتشمل عدة إجراءات يتخير منها الطبيب الأنسب لحالة كل مريض، منها:
- استئصال الأورام الحميدة باستخدام منظار القولون.
- الاستئصال الجزئي للقولون، وهي إزالة الجزء المصاب من القولون مع جزء من الأنسجة السليمة، ثم إعادة توصيل الأجزاء السليمة من الأمعاء ببعضها.
- الاستئصال الجزئي أو الكلي للقولون مع عمل فتحة في جدار البطن لتجميع الفضلات في كيس خارجي، وذلك في حال تعذّر إعادة توصيل القولون.
العلاج الكيماوي
يعتمد على أدوية خاصة تقتل الخلايا السرطانية أو تُقلص حجم الورم، ويُستخدم عادةً بعد الجراحة أو عند انتشار السرطان.
العلاج الموجّه
يركز على استهداف جزيئات محددة مثل الجينات أو البروتينات التي تساعد على نمو الخلايا السرطانية.
الأسئلة الشائعة
في هذه الفقرة، نجيب عن بعض التساؤلات التي تدور في أذهان المرضى حول أنواع أورام القولون.
كيف نفرق بين الورم الحميد والخبيث في القولون؟
لا يمكنك اكتشاف الفرق بمفردك، بل لا بد من مراجعة الطبيب الذي سُخضعك لبعض الفحوصات التي تكشف الفرق.
فعادة لا ينتشر الورم الحميد عادةً إلى الأنسجة أو الأعضاء الأخرى، وغالبًا ما يُكتشف بالصدفة، أما الورم الخبيث فيغزو الأنسجة المجاورة وينتشر إلى أماكن أخرى من الجسم.
ما هي أعراض سرطان القولون المنتشر؟
قد تظهر بعض الأعراض التي تشير إلى انتشار سرطان القولون مثل فقدان الوزن غير المبرر، ووجود دم في البراز، إلى جانب أعراض أخرى مرتبطة بالأعضاء التي انتشر إليها الورم، مثل ضيق التنفس إذا انتشر إلى الرئتين.
هل المنظار يكشف سرطان القولون؟
نعم، إذ يمكّن منظار القولون الطبيب من رؤية بطانة القولون مباشرةً، وأخذ عينات لفحصها، وإزالة بعض الأورام الحميدة أيضًا.
كم مرة يجب إجراء منظار القولون؟
يُنصَح الأشخاص الأصحاء بالخضوع لمنظار القولون مرة كل 10 سنوات، بينما قد يحتاج من لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بأورام الجهاز الهضمي إلى تكرار الفحص بمعدل أكبر.
إليك تجربتي مع استئصال جزء من القولون
ما الفرق بين سرطان القولون وسرطان المستقيم؟
بعد التعرف إلى أنواع أورام القولون، قد يختلط أحيانًا مصطلح سرطان القولون وسرطان المستقيم، لكن الحقيقة أنّه توجد فروق مهمة بينهما.
فالقولون يشكل أول 150 سم من الأمعاء الغليظة، وهو المسئول عن امتصاص الماء من البراز، وعادةً ما يكون التدخل الجراحي فيه أبسط نظرًا لاتساع المساحة المتاحة.
أما المستقيم فيقع في آخر 10 سم من الأمعاء الغليظة، وبسبب ضيق المساحة وقربه من المثانة، ومنطقة المهبل لدى النساء، والبروستاتا لدى الرجال، قد يحد ذلك من خيارات العلاج المتاحة.
في الختام، يُعد التمييز بين أنواع أورام القولون وفهم مراحل تطور المرض خطوة أساسية للاكتشاف المبكر وتحديد خطة العلاج الأنسب، ما يحدّ من حدوث المضاعفات.
لذلك، لا تتردد في استشارة الدكتور أحمد الخطيب -أستاذ جراحة الأورام والمناظير-، لتقييم حالتك بدقة وتحديد أفضل مسار للعلاج.
تعرف على المزيد حول أورام القولون: