حين تُذكر كلمة “ورم”، تتبادر إلى الذهن صور قاتمة ويُخيم على النفس شعور بالقلق، خوفًا من كوّنه ورمًا خبيثًا، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أنّ معظم أورام الثدي لا تندرج ضمن التصنيف الخبيث، فهي أورامًا حميدة ذات طبيعة مختلفة تمامًا.
وأعراض ورم الثدي الحميد لا تُشبه الخبيث دومًا، وقد تمرّ دونَ أن تُثير الانتباه في بدايتها، وتكمن الخطورة أحيانًا في تجاهلها، ليكتشف الشخص لاحقًا أنه تهاون بعلامة مبكّرة كان يمكن التعامل معها بعلاج بسيط وفعّال.
في هذا المقال، نُفصّل أعراض مرض ورم الثدي الحميد، ونسلّط الضوء على الفرق بينه وبين الخبيث، مع تقديم نصائح مهمة لمنع تدهور الحالة.
ما أعراض ورم الثدي الحميد في المراحل المبكرة؟
في المراحل الأولى، تظهر أعراض ورم الثدي الحميد بصورة تدريجية، ومن أبرزها:
- وجود كتلة صلبة تحت الجلد في أثناء الفحص الذاتي.
- ألم خفيف في منطقة معينة من الثدي.
- خروج إفرازات من الحلمة.
- عدم تناسق بسيط في شكل الثديين.
- تحسس في بعض مناطق الثدي دونَ سبب واضح.
قد تمر هذه الأعراض دون انتباه لأنّها لا توحي بالخطر، لكن رصدها في وقت مبكّر يُساعد على التشخيص السليم وتجنّب المضاعفات.
تعرف على الفرق بين الورم الحميد والورم الخبيث في الثدي
أعراض ورم الثدي الحميد في المراحل المتأخرة
عند إهمال الأعراض المبكّرة، تبدأ بعض الأورام الحميدة في إحداث تغيّرات أكثر وضوحًا، منها:
- زيادة حجم الكتلة بصورة ملحوظة مع مرور الوقت.
- تهيج الجلد أو تغيّره إلى مظهر شبيه بقشر البرتقال، ما يُثير الشك في تحول الورم الحميد إلى خبيث.
- تحوّل اتجاه الحلمة.
لا تدلّ هذه الأعراض دومًا على تحول الورم الحميد إلى سرطان، ورُغم ذلك تستوجب تدخلًا طبيًا سريعًا، خصوصًا إذا ظهرت مجتمعة أو استمرّت لفترة.
إليك شكل الثدي بعد استئصال الورم
تشخيص ورم الثدي الحميد
أعراض ورم الثدي الحميد لا تكفي وحدها لتشخيص الإصابة، إذ يجب أن يخضع المريض لبعض الفحوصات على يد طبيب متخصص، مثل:
- الأشعة السينية.
- الرنين المغناطيسي.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار).
- الخزعة بالإبرة الدقيقة؛ لتحليل خلايا الورم وتأكيد نوعه.
هل يمكن الشفاء من ورم الثدي الحميد؟
نعم، الشفاء من أورام الثدي الحميدة أمر ممكن، خصوصًا عند التدخل العلاجي في الوقت المناسب، وتشمل وسائل العلاج:
- العلاج الموضعي بالأدوية؛ لتقليل الالتهاب المحيط بالورم والتحسس الموضعي.
- الاستئصال الجراحي الكامل للورم في حال تضاعف حجمه أو ظهرت أعراض أكثر حدةً.
ولا تتطلب هذه الأورام علاجًا إشعاعيًا أو كيميائيًا، ما يُعزز فرص الشفاء الكامل دونَ حدوث مضاعفات طويلة المدى.
وفي بعض الحالات، قد يُكتفى بالمراقبة الطبية المنتظمة دونَ تدخل جراحي في حال استقرار كتلة الورم وعدم تأثيرها في الأنسجة.
هل يمكن أن يعود الورم الحميد بعد استئصاله؟
نعم، في بعض الحالات النادرة يعود الورم أو يظهر آخر جديد في منطقة مختلفة، لذلك يجب المتابعة المستمرة.
أهم النصائح لمنع تحوّل ورم الثدي الحميد إلى خبيث
لتجنب تفاقم أعراض ورم الثدي الحميد وتحوله إلى ورم خبيث يُرجى اتباع الآتي:
- إجراء فحص ذاتي شهري للثديين والتوجه للطبيب فور ملاحظة أي تغيّر جديد.
- الالتزام بالفحوصات الدورية كل عامين بدءًا من سن الأربعين أو حسب توصية الطبيب.
- الامتناع عن التدخين تمامًا لما له من تأثير مباشر في الخلايا.
- الحصول على تغذية متوازنة غنية بالألياف ومضادات الأكسدة.
- التحكم في الوزن، إذ ترفع السمنة خطر الإصابة بالأورام الخبيثة.
كيف أفرّق بين سرطان الثدي الحميد والخبيث؟
من خلال الفحص الذاتي، فالورم الحميد غالبًا ما يكون متحرّك وناعم، بينما الخبيث يكون صلبًا وثابتًا في مكانه، وهو يميل للتسبب في تغيّر لون الجلد أو شكله.
من ناحية أخرى، لا يُعدّ الألم مؤشرًا حاسمًا، فكلا النوعين قد يُسببان انزعاجًا أو يمران دونَ ألم.
تُساعد هذه العلامات على التقدير المبدئي للإصابة، لكن الخزعة تبقى الفيصل النهائي في التمييز بين النوعين، لذا لا يجب الاعتماد على الشعور أو الملاحظة فقط.
الخلاصة..
تستدعي أعراض ورم الثدي الحميد الانتباه واستشارة الطبيب فور ظهورها، فقد يؤدي إهمالها إلى تفاقم الحالة أو تحوّل الورم إلى سرطان يُشكل خطورة على صحة الفرد.