تعد عملية استئصال المثانة واحدة من العمليات الجراحية الكبرى التي تهدف إلى علاج الأورام السرطانية في المثانة أو بعض الحالات الأخرى التي تتطلب استئصال المثانة بشكل كامل أو جزئي. وتتباين نسبة نجاح عملية استئصال المثانة من حالة لأخرى حسب نوع السرطان ومدى تقدم الإصابة والحالة الصحية العامة للمريض.

في هذا المقال، سنتطرق إلى التعرف على نسبة نجاح عملية استئصال المثانة، والعوامل المؤثرة عليها، مع ذكر أهم التفاصيل المتعلقة بالخطوات ومضاعفات استئصال المثانة المحتملة بعد العملية وفترة التعافي ومتى يلتئم جرح المثانة بعد العملية، وصولًا إلى التعرف على متوسط تكلفة عملية استئصال المثانة في مصر، فتابعونا.

نبذة عن عملية استئصال المثانة

قبل استعراض نسبة نجاح عملية استئصال المثانة، نذكر نبذة عن العملية، إذ تعد عملية استئصال المثانة إجراءًا جراحيًا يُستخدم لإزالة المثانة البولية بالكامل أو جزء منها، وتُعرف إزالة المثانة بالكامل باسم الاستئصال الجذري للمثانة، وتشمل عادةً إزالة البروستاتا والحويصلات المنوية عند الرجال، أو الرحم والمبيضين وقناتي فالوب وجزء من المهبل عند النساء.

بعد إزالة المثانة، يتطلب الأمر إجراءً إضافيًا يعرف بتحويل مجرى البول، حيث يقوم الجراح بإنشاء طريقة جديدة لتخزين البول وإخراجه من الجسم. تُستخدم هذه العملية عادة لعلاج سرطان المثانة الذي ينتشر إلى أنسجة العضلات أو يعود بعد العلاج. في بعض الحالات النادرة، يتم استئصال جزء من المثانة لعلاج ورم في منطقة معينة، وهو ما يُعرف بـ الاستئصال الجزئي للمثانة.

يتم اللجوء إلى هذا الإجراء لعلاج السرطان أو الحالات العصبية التي تؤثر على الجهاز البولي، وكذلك لعلاج مضاعفات ناتجة عن علاجات سرطانية أخرى مثل الإشعاع.

نسبة نجاح عملية استئصال المثانة

تتراوح نسبة نجاح عملية استئصال المثانة للمرضى المصابين بسرطان المثانة غير الغازي للعضلات بين 80% و90%. أما في الحالات التي يكون فيها السرطان قد وصل إلى جدار العضلات (المرحلة T2a)، فإن نسبة الشفاء تصل إلى حوالي 60%.

بالنسبة للحالات الأكثر تقدماً حيث ينتشر السرطان إلى ما وراء عضلات المثانة أو إلى مناطق أخرى (المراحل T2b، T3، T4)، تتراوح نسبة نجاح عملية استئصال المثانة ما بين 20% و60%.

عمومًا، تتفاوت نسبة نجاح عملية استئصال المثانة بناءً على عدة عوامل، من بينها نوع السرطان ومرحلته ومدى انتشاره وعوامل أخرى نذكرها تفصيلًا في الفقرة القادمة.

العوامل المؤثرة على نسبة نجاح عملية استئصال المثانة

تتأثر نسبة نجاح عملية استئصال المثانة بعدة عوامل مهمة تؤثر على نتائج الجراحة ومدى تحقيق الشفاء الكامل. من أبرز هذه العوامل:

  1. مرحلة السرطان

تلعب مرحلة تطور السرطان دورًا حاسمًا في تحديد نسبة النجاح، حيث تكون النتائج أفضل في المراحل المبكرة للمرض مقارنة بالمراحل المتقدمة التي قد تشمل انتشار الورم إلى العضلات أو الأنسجة المحيطة.

  1. نوع السرطان

يؤثر نوع الورم السرطاني على استجابة الجسم للعلاج الجراحي. الأورام غير الغازية لعضلات المثانة تتمتع بمعدلات شفاء أعلى مقارنة بالأورام التي تصيب جدار العضلات.

  1. الصحة العامة للمريض

ؤثر حالة المريض العامة وقدرته على تحمل الجراحة والتعافي على النتائج. المرضى الذين يتمتعون بصحة جيدة غالبًا ما تكون لديهم معدلات نجاح أعلى.

  1. وجود مضاعفات صحية أخرى

بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري قد تؤثر على قدرة الجسم على التعافي بعد العملية الجراحية.

  1. خبرة الجراح والفريق الطبي:

تلعب مهارة وخبرة الجراح دورًا كبيرًا في تقليل المخاطر المحتملة وزيادة نسبة نجاح عملية استئصال المثانة.

كيف تجرى عملية استئصال المثانة؟

تُجرى عملية استئصال المثانة عبر تقنيات جراحية متنوعة تعتمد على حالة المريض وطبيعة المرض. تتتم الجراحة بإحدى الطرق التالية:

  • الجراحة المفتوحة، وهي الأكثر شيوعًا حيث يقوم الجراح بعمل شق كبير في منطقة البطن للوصول إلى المثانة واستئصالها مع الأنسجة المحيطة.
  • الجراحة البسيطة أو المنظارية، التي تعتمد على عمل شقوق صغيرة في البطن يُدخل من خلالها أدوات جراحية خاصة لاستئصال المثانة.
  • الروبوت الجراحي، حيث يجلس الجراح أمام وحدة تحكم ويحرك الأدوات الجراحية بدقة باستخدام ذراع روبوتية، مما يقلل من حجم الشقوق ويسرّع فترة التعافي.

بعد استئصال المثانة، يجب إيجاد طريقة بديلة لتصريف البول من الجسم، ويُعرف هذا الإجراء باسم تحويل مسار البول. تتوفر عدة خيارات للتحويل، منها:

  1. قناة الإيليوم (Ileal conduit): يُستخدم جزء من الأمعاء الدقيقة لإنشاء قناة تربط الحالبين بالبطن. يتم تصريف البول عبر هذه القناة إلى فتحة تُعرف بـ “الستوما” على جدار البطن، ويتم جمع البول في كيس خارجي يجب تفريغه بانتظام.
  2. الخزان القابل للتفريغ (Continent urinary reservoir): في هذه التقنية، يتم صنع خزان داخلي من الأمعاء لتخزين البول. يُفرغ المريض هذا الخزان عن طريق إدخال قسطرة عبر فتحة صغيرة في البطن (الستوما) ليتحكم في توقيت تفريغ البول.
  3. إعادة بناء المثانة (Neobladder reconstruction): يُعاد تشكيل جزء من الأمعاء ليكون بديلاً عن المثانة المستأصلة. يتم توصيل هذا الخزان الجديد بالحالبين ومجرى البول، مما يسمح للمريض بالتبول بشكل طبيعي عبر مجرى البول. قد يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى إدخال قسطرة في مجرى البول لتفريغ المثانة الجديدة بالكامل.

أثناء الجراحة، يتم تخدير المريض بواسطة التخدير العام، مما يجعله غير واعٍ طوال مدة العملية لضمان عدم شعوره بأي ألم.

بعدما استعرضنا نبذة عن تفاصيل إجراء العملية لتأثيرها على نسبة نجاح عملية استئصال المثانة، نجيب في الفقرة القادمة على السؤال الذي يطرحه المقبلون على العملية “متى يلتئم جرح المثانة؟”.

متى يلتئم جرح المثانة؟

يتفاوت التئام جرح المثانة ومدة الشفاء بناءً على نوع العملية التي تم إجراؤها:

  • في حالات استئصال المثانة الجزئي، يكون وقت التعافي عادةً أقصر، حيث قد يبدأ المريض في الشعور بالتحسن خلال أسابيع قليلة بعد العملية.
  • في حالة استئصال المثانة الكلي (الجذري)، فقد يستغرق الشفاء التام عدة أشهر، نظرًا لتعقيد العملية وضرورة تعافي الجسم من تحويل مسار البول.

يعتمد أيضًا التئام الجرح على حالة المريض الصحية العامة ومدى التزامه بإرشادات الرعاية بعد العملية.

وبعدما تعرفنا على نسبة نجاح عملية استئصال المثانة، ومتى يلتئم جرح المثانة، نستعرض في الفقرة القادمة العوامل المؤثرة على تكلفة العملية.

تكلفة عملية استئصال المثانة

تعتمد تكلفة عملية استئصال المثانة على عدة عوامل، منها:

  1. نوع الجراحة

تختلف تكلفة عملية استئصال المثانة وفقًا لنوع الجراحة، حيث تكون الجراحة الجزئية أقل تكلفة من الجراحة الجذرية التي تشمل إزالة المثانة بالكامل مع الأعضاء المجاورة مثل البروستاتا أو الرحم والمبيضين.

  1. التقنية المستخدمة

تتأثر التكلفة أيضًا بالتقنية المستخدمة في الجراحة. الجراحة المفتوحة قد تكون أقل تكلفة مقارنة بالجراحة باستخدام الروبوت التي تتطلب معدات تقنية متقدمة وأدوات دقيقة.

  1. خبرة الجراح وتخصصه

يزداد سعر الجراحة مع زيادة خبرة الجراح وتخصصه، خاصة إذا كان الطبيب معروفًا بخبرته في هذا النوع من العمليات أو يعمل في مركز مرموق.

  1. المستشفى أو المركز الطبي

تختلف تكلفة العملية بناءً على المستشفى أو المركز الطبي الذي تُجرى فيه، حيث تكون المستشفيات الخاصة والمراكز المرموقة ذات التكنولوجيا المتقدمة أغلى من المستشفيات العامة.

  1. الفحوصات والاختبارات قبل وبعد الجراحة

تتضمن تكلفة العملية الفحوصات الطبية الضرورية قبل الجراحة، مثل الأشعة المقطعية، الرنين المغناطيسي، وتحاليل الدم. كما تتطلب الفحوصات ما بعد الجراحة لمتابعة الشفاء.

  1. فترة التعافي والرعاية اللاحقة

بعد العملية، يحتاج المريض إلى فترة تعافي في المستشفى، وهذا يزيد من التكلفة، خاصة إذا كانت هناك حاجة للرعاية المركزة أو المتابعة الطبية المستمرة.

  1. تحويل مسار البول

بعض الحالات تتطلب إعادة تشكيل مسار البول بعد استئصال المثانة، مما يتطلب تقنيات إضافية مثل تركيب قسطرة أو إنشاء قناة بولية بديلة، مما يؤثر على التكلفة.

  1. العلاجات المرافقة

إذا كان هناك حاجة للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي بجانب العملية، فإن ذلك يزيد من التكلفة الإجمالية للعلاج.

للحصول على تقدير دقيق لتكلفة عملية استئصال المثانة يرجى التواصل مع الدكتور أحمد الخطيب لاستشارته حول الحالة الصحية للمريض.

مضاعفات استئصال المثانة

قد تصاحب عملية استئصال المثانة بعض المضاعفات مثل أي جراحة كبرى أخرى. من بين ابرز مضاعفات استئصال المثانة ما يلي:

  • النزيف أثناء أو بعد العملية، ويحتاج إلى متابعة دقيقة.
  • الجلطات الدموية وهي من المخاطر الشائعة بعد الجراحة.
  • عدوى في موقع الجراحة أو في أماكن أخرى بالجسم.
  • مضاعفات تتعلق بالأمعاء، مثل الانسداد أو التهابات.
  • تكون أنسجة ندبية تؤدي إلى انسداد تدفق البول من الكلى.
  • تلف بعض الأعضاء المجاورة للمثانة خلال العملية.
  • مضاعفات مرتبطة بتأثير التخدير على الجسم.
  • بطء في التئام الجروح.
  • تجمع السوائل في مواقع الجراحة تحت الجلد.

تشمل أيضًا مضاعفات استئصال المثانة حدوث تغيرات في الشهية، وصعوبة في عادات الإخراج مثل الإمساك أو الإسهال، وتغييرات في كيفية التبول. بالنسبة للرجال، قد تؤثر العملية على القدرة الجنسية. أما بالنسبة للنساء، فقد يسبب استئصال جزء من المهبل شعورًا بعدم الراحة أثناء الجماع، وقد يتعرض البعض لتلف الأعصاب الذي يؤثر على الاستثارة الجنسية.

في الختام، تعد نسبة نجاح عملية استئصال المثانة عاملاً هامًا في تحديد فعالية العلاج والنتائج المتوقعة، وهي تتأثر بالعديد من العوامل مثل نوع السرطان والصحة العامة للمريض.

إذا كنت تحتاج إلى إجراء عملية استئصال المثانة أو ترغب في معرفة المزيد عن خيارات العلاج المتاحة، لا تتردد في التواصل مع الدكتور أحمد الخطيب أستاذ مساعد جراحات الأورام المعهد القومي للأورام جامعة القاهرة واستشاري جراحة الأورام والمناظير.

احجز موعدك الآن للاستفادة من خبرته الواسعة والحصول على استشارة طبية دقيقة تناسب حالتك الصحية وتلبي احتياجاتك.

الأسئلة الشائعة

هل يجب التوقف عن تناول الأدوية قبل عملية استئصال المثانة؟

قد يطلب الفريق الطبي من المريض التوقف عن تناول بعض الأدوية والمكملات الغذائية، مثل أدوية تسييل الدم، قبل الجراحة لتجنب مضاعفات النزيف.

هل يمكن للمريض العودة إلى حياته الطبيعية بعد عملية استئصال المثانة؟

نعم، بعد فترة من التعافي والتكيف مع النظام الجديد لتصريف البول، يمكن للمريض العودة إلى ممارسة حياته الطبيعية، بما في ذلك الأنشطة اليومية والعمل، ولكن قد يحتاج إلى بعض التعديلات في نمط الحياة.

وسط البلد

الدقي

التجمع