لا شك أن السرطان هو من الأمراض المزعجة التي يُطلق عليها البعض “المرض اللعين”، ومع أنه يمكننا سماع الكثير عن أنواع السرطان المختلفة في أجزاء متعددة من الجسم، إلا أن سرطان اللسان ليس من الأمور الشائعة التي نسمع عنها كثيراً. في هذا المقال، سنتناول أهم الأسئلة المتعلقة بسرطان اللسان، مثل: “هل سرطان اللسان مميت؟”، و”ما الذي يسبب سرطان اللسان وكيفية اكتشافه؟”، و”هل سرطان اللسان قابل للشفاء؟”، و”متى يجب القيام بعملية جراحية؟”. بالإضافة إلى ذلك، سنقدم لك نصائح مهمة للوقاية من سرطان اللسان لتقليل خطر الإصابة، رغم أنها لا تضمن الوقاية التامة. تابع معنا حتى النهاية لتعرف كل التفاصيل.

هل سرطان اللسان مميت؟

الإجابة عن سؤال “هل سرطان اللسان مميت أم لا؟” ليست بسيطة، لأنها تعتمد على العديد من العوامل، مثل مدى انتشار المرض واكتشافه في مراحله المبكرة. تختلف نسب البقاء على قيد الحياة بناءً على المرحلة التي وصل إليها السرطان، وقد لا تعكس الإحصائيات العالمية دائمًا الواقع الكامل للحالات الفردية.

لنلقي نظرة على مراحل سرطان اللسان:

  1. السرطان الموضعي (Localized): عندما يكون السرطان محصورًا في اللسان ولم ينتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة. وفقًا لمركز السرطان بفلوريدا (MOFFITT)، تكون نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات حوالي 83%.
  2. السرطان المنتشر إلى الغدد الليمفاوية (Regional): عندما ينتشر السرطان إلى الغدد الليمفاوية المحيطة باللسان أو الأنسجة القريبة. في هذه الحالة، تكون نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات حوالي 69%.
  3. السرطان المنتشر إلى أعضاء بعيدة (Distant): عندما ينتشر السرطان إلى أعضاء أخرى في الجسم. في هذه الحالة، تنخفض نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات إلى حوالي 41%.

بالتالي، تختلف فرص البقاء على قيد الحياة بناءً على مدى انتشار الورم، ولا يمكن تحديد “هل سرطان اللسان مميت” أو مصير الحالة الفردية بدقة دون معرفة التفاصيل الخاصة بكل مريض.

ما الذي يسبب سرطان اللسان وكيفية اكتشافه؟

في البداية، وبعد ما أجبنا على السؤال “هل سرطان اللسان مميت؟”، دعنا نوضح أن سرطان اللسان يمكن أن يصيب جزءين مختلفين من اللسان:

  • الجزء الأمامي من اللسان الذي تستطيع رؤيته وإخراجه من فمك.
  • الجزء الخلفي من اللسان الممتد إلى أسفل الحلق.

والآن، دعونا نتعرف على ما الذي يسبب سرطان اللسان وكيفية اكتشافه. السرطان عمومًا هو نتيجة تحور جيني في الخلايا، مما يؤدي إلى نمو غير طبيعي وغير منضبط. ويُعتقد أن العمر يلعب دورًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان اللسان، خاصةً بعد سن الأربعين. هناك أيضًا عدة عوامل أخرى تزيد من احتمالية الإصابة بهذا النوع من السرطان، ومنها:

  • التدخين المفرط وتناول الكحول بكميات كبيرة.
  • مضغ التبغ.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الفم أو البلعوم.
  • إذا كنت قد أُصبت سابقًا بأي نوع من أنواع السرطان.
  • الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان اللسان من النساء.

هذه العوامل يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان اللسان، مما يستدعي الانتباه والتقييم الطبي المستمر خاصة إذا كنت ضمن الفئات الأكثر عرضة.

وماذا عن كيفية اكتشافه؟

عادةً ما يكتشف طبيب الأسنان سرطان اللسان خلال الفحص الروتيني، وعندما يلاحظ شيئًا غير طبيعي، يفحص الغدد الليمفاوية للتحقق من وجود أي تورم، وقد يستخدم ضوءًا خاصًا لتحديد أي أنسجة غير طبيعية على اللسان. إذا كان هناك شك في وجود سرطان، سيطلب الطبيب أخذ عينة من الأنسجة المشتبه بها وإرسالها إلى المختبر لتحليلها. بالإضافة إلى ذلك، قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات إضافية مثل الأشعة المقطعية، أو الرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي بالإشعاع (PET scan) للحصول على صورة أوضح والتأكد من التشخيص.

بعد أن أجبنا على السؤال الثاني ” ما الذي يسبب سرطان اللسان وكيفية اكتشافه” في مقالنا حول “هل سرطان اللسان مميت” يأتي دور الإجابة على ثالث سؤال وهو هل سرطان اللسان قابل للشفاء؟!!

هل سرطان اللسان قابل للشفاء؟

هل سرطان اللسان قابل للشفاء؟ هذا سؤال مهم يشغل بال كل من يُصاب بهذا النوع من السرطان. نعم، يمكن علاج سرطان اللسان بنجاح إذا تم اكتشافه وعلاجه في مراحل مبكرة. ولهذا السبب، ينصح الدكتور أحمد الخطيب، أستاذ واستشاري جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام – جامعة القاهرة، بضرورة استشارة الطبيب فور ملاحظة أي بقع، أو كتل، أو قرح على اللسان لا تُشفى، لضمان التشخيص المبكر والعلاج الفعال.

والآن، متى يجب القيام بعملية جراحية؟

متى يجب القيام بعملية؟

إذا كنت تتساءل عن “متى يجب القيام بعملية لاستئصال ورم اللسان”، فإن الأطباء يلجأون إلى هذا الإجراء عندما يؤثر السرطان على أجزاء من اللسان أو الفم. يعتمد القرار على مرحلة السرطان؛ فقد يكون الاستئصال جزئيًا أو كليًا.

في حالة السرطان الفموي، يُعد الاستئصال الجراحي للورم الأساسي الحل الأمثل لعلاج الأورام الصغيرة. لكن إذا كان الورم كبيرًا وهناك احتمالية انتشاره إلى الغدد الليمفاوية في الرقبة، يزيل الجراح تلك الغدد أيضًا.

أما إذا كان السرطان في قاعدة اللسان، فإن اكتشافه غالبًا ما يتم في مراحل متأخرة، مما يتطلب إزالة الغدد الليمفاوية أيضًا. في مثل هذه الحالات، قد تحتاج إلى أكثر من علاج، مثل الجمع بين العلاج الإشعاعي والجراحة لتحقيق أفضل النتائج.

نصائح للوقاية من سرطان اللسان

وفي الختام، نصل إلى الفقرة الأخيرة من مقالنا حول “هل سرطان اللسان مميت”، حيث نشارك أهم النصائح للوقاية من سرطان اللسان. الدكتور أحمد الخطيب يؤكد أنه ليس من السهل منع السرطان بشكل كامل، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة به:

  1. الابتعاد عن تدخين التبغ وشرب الكحوليات: يساعد ذلك في تقليل خطر الإصابة بجميع أنواع سرطانات الفم والبلعوم.
  2. الحرص على الحصول على لقاح الفيروس الحليمي البشري (HPV): يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان المرتبط بهذا الفيروس مثل سرطان اللسان وغيرها.
  3. اتباع نظام غذائي صحي: تناول الكثير من الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، وتقليل استهلاك اللحوم المصنعة.
  4. الالتزام بفحوصات دورية لدى طبيب الأسنان: هذا ضروري ليس فقط للكشف المبكر عن سرطان الفم، ولكن أيضًا للحفاظ على صحة الفم والأسنان، والتي تؤثر بشكل كبير على الصحة العامة للجسم.

في ختام مقالنا عن “هل سرطان اللسان مميت”، من المهم أن تدرك أن هناك العديد من العوامل التي تلعب دورًا في تحديد مدى خطورة السرطان، ومن بينها الحالة النفسية التي تؤثر بشكل كبير على نجاح العلاج وفرص التعافي. إذا كنت تتساءل “هل سرطان اللسان مميت” لنفسك أو لشخص تعرفه، ننصحك بالتواصل مع أطباء متخصصين في جراحات الأورام لتحديد خطة علاج تناسب حالتك. لا تتردد في الاتصال بنا الآن لتحديد موعد مع الدكتور أحمد الخطيب –أستاذ واستشاري جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام – جامعة القاهرة ونتمنى لك الشفاء العاجل. تذكر أن الكشف والعلاج المبكر هما الطريق الأكثر أمانًا للتعافي.

الأسئلة الشائعة 

هل هناك علاج لسرطان الفم؟

إذا تم شُخصت بسرطان الفم، فغالباً ما يكون قابلًا للعلاج، خاصة إذا اكتُشف مبكرًا. في المراحل المبكرة، يمكن معالجته بالجراحة أو الإشعاع، بينما قد يتطلب السرطان المتقدم العلاج الكيميائي أيضًا.

ما هي أعراض سرطان اللسان؟

أعراض سرطان اللسان تشمل ظهور كتل أو بقع غير طبيعية على اللسان، أو قرح لا تلتئم، أو ألم مستمر في الفم، أو صعوبة في البلع أو الكلام، وتغير في لون اللسان. إذا لاحظت أي من هذه الأعراض، يجب استشارة الطبيب فوراً.

وسط البلد

الدقي

التجمع