يُعدّ سرطان القولون ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا على مستوى العالم، وقد تسبب في وفاة ما يقرب من 930 ألف شخص عام 2020 وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO) بسبب تأخر تشخيصه وعلاجه في كثير من الأحيان.
لذلك، حينما يشتبه الطبيب بإصابة المريض بأورام القولون الخبيثة بناءً على حدة الأعراض التي يُعانيها، يُجري عددًا من الفحوصات، ويأتي في المقام الأول بينها التصوير بالموجات فوق الصوتية -السونار-.
هل يكشف السونار أورام القولون الخبيثة؟ وما مدى دقته؟ وهل كافٍ وحده في تأكيد الإصابة؟ تلك الأسئلة وأكثر قد تتراود في ذهن المريض قبل الفحص وبعده، لهذا خصصنا مقالنا التالي للإجابة عنها باستفاضة.
ما الأعراض التي تدفع الطبيب لفحص القولون بالموجات فوق الصوتية؟
قبل الإجابة عن سؤال “هل يكشف السونار أورام القولون الخبيثة؟”، دعونا نتطرق أولًا للحديث عن بعض الأعراض التي تدفع الطبيب لإجراء الفحوصات التصويرية للقولون، ومنها:
- الإسهال أو الإمساك المستمر.
- قطرات دم تُصاحب البراز.
- فقدان الوزن دون سبب واضح.
- ألم البطن، خاصةً بعد تناول الطعام.
- صعوبة في التبرز.
- الانتفاخ.
- الغثيان.
- تقلصات المعدة.
هل السونار يكشف أورام القولون الخبيثة؟
نعم، يكشف السونار عن أورام القولون الخبيثة، خاصةً التي قد يزيد قطرها عن 10 سم، وهي تظهر على هيئة كتلة غير منتظمة الشكل في جدار الأمعاء، وحتى يسير الفحص على نحو دقيق، لا بُد من الاستعداد له جيدًا.
كل ما تريد معرفته عن أنواع أورام القولون
كيفية الاستعداد لفحص أورام القولون الخبيثة بالسونار
ينبغي للمريض قبل الخضوع للتصوير بالموجات فوق الصوتية للكشف عن سرطان القولون اتباع التعليمات التالية:
- تناول نظام غذائي صحي منخفض الألياف وسهل الهضم لمدة 3-4 أيام.
- شرب كميات وفيرة من المياه، مع تجنب المشروبات الغازية أو المحتوية على ألوان صناعية.
- الامتناع عن تناول الطعام والشراب قبل ساعتين من إجراء الفحص حتى تبدو الأمعاء واضحة.
- ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة تُسهل الوصول إلى محيط البطن خلال الفحص.
متى يجب استشارة دكتور جراحة أورام القولون الخبيثة؟
خطوات التصوير بالموجات فوق الصوتية للكشف عن سرطان القولون
الفحص بالسونار إجراء طبي بسيط للغاية تنطوي خطواته على الآتي:
- استلقاء المريض على ظهره دونَ الحاجة إلى تخدير موضعي أو كُلي.
- وضع طبقة رقيقة من الهُلام الطبي “الچل” تُسهل حركة المسبار الخاص بالجهاز.
- يلتقط الجهاز صورًا للقولون والأعضاء المحيطة به عبر توجيه موجات فوق صوتية عالية التردد.
- يُقيم الطبيب في نفس الوقت حالة القولون وحجم الأورام به -إن وجدت-.
عوائق قد تُقلل دقة السونار في تشخيص أورام القولون الخبيثة
قد تُقلل بعض الأمور دقة السونار في تشخيص سرطان القولون، منها صغر حجم الورم وموقعه داخل الأمعاء، وضعف خبرة الطبيب ومدى كفاءته في استخدام الجهاز.
لهذا السبب، قد يُجري الطبيب فحوصات أخرى بجانب السونار تكون على قدر عالٍ من الدقة والوضوح للتحقق من الإصابة بالسرطان ومن ثمّ وصف العلاج الملائم.
إليك الفرق بين أعراض سرطان القولون والقولون العصبي
الفحوصات الأكثر دقةً في تشخيص سرطان القولون
تُسهم بعض الفحوصات في الكشف الدقيق عن أورام القولون الخبيثة بمختلف أحجامها ومواقعها، لذلك قد يطلب الطبيب إجراء أيًا منها بعد الفحص بالسونار، ومن أبرزها ما يلي:
- منظار القولون، وهو أنبوب رفيع مرن يستخدم لفحص القولون بعناية.
- أخذ خزعة -عينة من الأنسجة المصابة- وفحصها تحت المجهر.
- الأشعة المقطعية.
- الرنين المغناطيسي الذي يعطي صورًا مفصلة للقولون وحجم الورم.
تعرف الى تجربتي مع استئصال جزء من القولون
الأسئلة الشائعة حول فحص السونار لاكتشاف أورام القولون
بعد أن أجبنا عن سؤال “هل السونار يكشف أورام القولون الخبيثة؟”، نتناول فيما يلي عددًا من الأسئلة الشائعة التي قد تشغل بالكم في هذا السياق:
هل السونار يكشف عن أورام القولون صغيرة الحجم؟
أحيانًا لا يكشف السونار عن أورام القولون الخبيثة في مراحلها المُبكرة، وذلك قد يتوقف أيضًا على خبرة الطبيب، فإذا كان ذو خبرة ومهارة من الممكن أن يشتبه في وجود ورم صغير ويطلب إجراء عدّة فحوصات أخرى للتأكد.
هل يُعدّ التصوير بالموجات فوق الصوتية آمن؟
نعم، التصوير بالموجات فوق الصوتية فحص طبي غير جراحي وآمن للغاية، ولا ينجم عنه آثار جانبية إطلاقًا، ولم تُثبت الدراسات حدوث أي أضرار للمريض بعده سواءً على المدى القريب أو البعيد.
وفي نهاية حديثنا الذي تضمن الإجابة عن سؤال “هل السونار يكشف أورام القولون الخبيثة؟” نجد أنه فحص أساسي في التشخيص، ولكن في بعض الأحيان لا يُعتمد عليه وحده لتأكيد الإصابة من عدمها، لا سيما إذا كان الورم صغيرًا في الحجم، لذلك يجب إجراء الفحوصات الأخرى التي يطلبها الطبيب دونَ تأخير.
وإذا جاءت النتائج بما لا ترغب وشُخصتَ بسرطان القولون، فلا داعي للذعر والقلق، فكثير من الحالات شُفيت من هذا المرض جرّاء خضوعهم للعلاج الملائم مُبكرًا على يد طبيب ماهر ومتخصص، مثل الدكتور أحمد الخطيب -أستاذ جراحة الأورام والمناظير-.



