لعل أول الأسئلة التي تطرحها السيدات عقب اقتناعهن بقرار استئصال الرحم، وتجاوز العقبات النفسية التي تواجههن هو “كم تبلغ مدة الشفاء من عملية استئصال الرحم؟”، إذ يرغبون في معرفة متى سيعودون إلى حياتهن الطبيعية، ويتخلصون من آثار الجراحة، التي لا شك تُشعرهم ببعض الانزعاج والألم النفسي والجسدي.
ومن هذا المنطلق عزمنا على إجابة هذا السؤال في فقرات مقالنا التالية، مشيرين إلى العوامل المؤثرة في فترة التعافي، وأهم التعليمات الواجب اتباعها لتمر هذه المدة سريعًا دون مضاعفات.
كم تبلغ مدة الشفاء من عملية استئصال الرحم؟
تتراوح مدة الشفاء من عملية استئصال الرحم ما بين أسبوعين إلى ثمانية أسابيع، ولعل التباين الكبير في هذه المدة يرجع إلى تأثرها بمجموعة من العوامل التي تجعلها طويلة بعض الشيء لدى بعض المريضات أو قصيرة نسبيًا لدى البعض الآخر.
عوامل تؤثر في مدة الشفاء من عملية استئصال الرحم
تشمل العوامل المؤثرة في مدة التعافي من عملية استئصال الرحم ما يلي:
نوع التقنية المستخدمة في الجراحة
تُجرى عملية استئصال الرحم باستخدام تقنيات عديدة أبرزها التدخل الجراحي المفتوح والمنظار، ولعل المنظار من الأساليب محدودة التدخل مقارنة بالجراحة، إذ لا يتطلب شقًا جراحيًا كبيرًا في البطن، كما لا يتسبب في نزيف شديد في أثناء العملية أو بعدها.
ولذلك قد تكون مدة التعافي بعد عملية استئصال الرحم بالمنظار أقصر نسبيًا مقارنة بالجراحة المفتوحة.
نوع الاستئصال
قد يعتقد البعض أن عملية استئصال الرحم نوعًا واحدًا يطبق على جميع الحالات، لكن توجد أنواعًا مختلفة تشمل:
- استئصال الرحم الجزئي، الذي يتصمن إزالة الرحم فقط وترك عنق الرحم.
- استئصال الرحم الكلي الذي يُزال فيه الرحم وعنق الرحم والمبايض في بعض الحالات.
وعليه قد يستغرق الجسم وقتًا أطول للتعافي والالتئام في جراحات استئصال الرحم كليًا.
خبرة الجراح
كلما زادت خبرة الجراح ومهاراته الجراحية في عملية استئصال الرحم، قلت فرص حدوث أي خطأ طبي في أثناء العملية.
إضافة إلى ذلك يمتد دور الجراح إلى ما بعد العملية أيضًا، إذ يلزم لسير فترة التعافي على النحو الصحيح، توجيهه كافة التعليمات الخاصة بالعناية بالجرح والنظام الغذائي وغيرها من الأمور، وشرحها بدقة إلى المريضة لاستيعاب مدى أهميتها.
مدى التزام السيدة بتعليمات ما بعد العملية
مرور مدة الشفاء من عملية استئصال الرحم سريعًا لا يعتمد فقط على أداء الجراح لخطوات العملية بمهارة واحترافية، بل يقع جزء من المسؤولية على عاتق المريضة أيضًا.
فكلما التزمت بالتعليمات التي أوصى بها الطبيب بعد العملية وتجنبت الممنوعات، مضت هذه الفترة سريعًا دون مضاعفات.
السن والحالة الصحية العامة للمريضة
إذا كانت السيدة صغيرة في السن ولا تعاني مشكلات صحية مزمنة مثل السكري، غالبًا ما تتعافى بسرعة أكبر.
ولا نعني بذلك أن من لديها مشكلة صحية سوف تمر بفترة تعافٍ قاسية، ولكن قد يستغرق تعافيها وقتًا أطول، ويتطلب منها الالتزام ببعض التعليمات الإضافية ما بعد العملية، والتعاون مع طبيب خبير في مثل حالاتها.
تعرف على اجابة سؤال كم تستغرق عملية استئصال الرحم؟
نصائح لتمضي مدة الشفاء من عملية استئصال الرحم سريعًا
تنطوي أهم النصائح التي يوجهها الطبيب ما بعد عملية استئصال الرحم على ما يلي:
- التزام الراحة التامة خلال المدة التي أوصى بها الطبيب وأخذ قسطٍ كافٍ من النوم.
- تناول الأدوية الموصوفة في مواعيدها المحددة للتحسن سريعًا خاصة مسكنات الألم والمضادات الحيوية ومضادات الالتهاب.
- العناية بالجرح من خلال الحفاظ على نظافته وجفافه ومراجعة الطبيب في حين خروج أي إفرازات غير طبيعية منه.
- البدء في الحركة الخفيفة عند زوال الألم نسبيًا وزيادتها تدريجيًا عندما يوصي الطبيب.
- تجنب حمل أي أوزان ثقيلة أو القيام بمجهود شاق خلال الأسابيع الأولى بعد العملية.
- تجنب الجماع لمدة أسبوعين على الأقل بعد العملية، ولا يجب استئنافه إلا بعد سماح الطبيب بذلك.
- تناول أطعمة سهلة الهضم وغنية بالألياف مع تناول كميات كافية من الماء، لتجنب الإمساك والضغط على عضلات البطن.
في نهاية حديثنا، نوصيك عزيزتي بالتحلي بالصبر مهما كانت مدة الشفاء من عملية استئصال الرحم، فهي بالطبع مرحلة مؤقتة وستعودين إلى حياتك قريبًا وأفضل صحة مما كنت.
وإذا لا زالت تشعرين بالقلق من هذه المرحلة وترغبين في الحصول على استشارة طبية مفصلة عن العملية والحياة بعدها، يمكنك استشارة الدكتور أحمد الخطيب -استشاري جراحة الأورام والمناظير-، وذلك من خلال حجز موعد عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
تعرف على المزيد من المواضيع حول: