تصيب الأورام الليفية الرحمية نحو 70-80% من السيدات حول العالم، وهي أكثر شيوعًا بين سن الثلاثين والخمسين، وعلى الرغم من أنه يمكن السيطرة على أعراضها في معظم الحالات من خلال الأدوية، تظل جراحة الأورام الليفية في الرحم خيار فعال وأساسي للعلاج في بعض الحالات، وهو ما سنتحدث عنه في مقالنا هذا بالتفصيل بالإضافة إلى أنواع الجراحة وأهم تعليمات التعافي بعدها.
متى تكون جراحة الأورام الليفية في الرحم ضرورية؟
لا تتطلب جميع الأورام الليفية في الرحم الجراحة، فالكثير منها لا يسبب أعراضًا تُذكر، لكن توجد حالات معينة تكون فيها الجراحة ضرورة حتمية، ومنها:
- وجود نزيف رحمي شديد ومزمن، فإذا كانت الأورام تقع تحت بطانة الرحم، تسبب غزارة في الحيض، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم (الأنيميا) الحاد.
- الشعور بألم مزمن في الحوض أو الظهر، أو ضغط الورم على الأعضاء المجاورة مثل المثانة مسببًا التبول المتكرر، أو الأمعاء مسببًا الإمساك.
- تأثير الورم في الخصوبة، فعندما تكون الأورام الليفية سببًا مؤكدًا للعقم أو الإجهاض المتكرر، فلا بد من استئصالها.
- الأورام كبيرة الحجم أو التي تنمو بسرعة أو تسبب تضخمًا في حجم البطن.
- الاشتباه في أن الورم يحتوي على خلايا سرطانية، فعلى الرغم من الندرة الشديدة لهذا الأمر (أقل من 1%)، لكن ينبغي التدخل الجراحي لإزالة الورم وتحليله.
أنواع جراحة الأورام الليفية في الرحم
يعتمد نوع جراحة الاورام الليفية في الرحم على حجم الورم وموقعه، بالإضافة إلى رغبة المريضة في الحفاظ على قدرتها على الإنجاب مستقبلًا، ومن ثم تشمل الأنواع ما يلي:
استئصال الورم مع الحفاظ على الرحم
هذا الخيار هو المفضل للنساء اللواتي يرغبن في الإنجاب مستقبلًا، وفيه يُزال الورم الليفي فقط مع الحفاظ على الرحم سليمًا.
استئصال الورم مع الرحم
هذا الخيار هو الحل الدائم والنهائي للأورام الليفية، وفيه يستأصل الطبيب الرحم بالكامل، و يُلجأ إليه فقط في الحالات التالية:
- عندما تكون الأورام الليفية كبيرة ومتعددة ومسببة لأعراض شديدة لا يمكن السيطرة عليها.
- إذا كانت المريضة لا ترغب في الحمل مستقبلًا.
التقنيات المستخدمة في جراحة الأورام الليفية في الرحم
يحدث استئصال الورم الليفي من الرحم بثلاث سبل رئيسية، والطبيب هو من يحدد الأفضل وفقًا لحالة المريضة وشدة الإصابة، وتتضمن التقنيات ما يلي:
استئصال الورم العضلي عن طريق البطن (الجراحة المفتوحة)
يتطلب هذا الإجراء عمل شق كبير في أسفل البطن للوصول إلى الرحم وإزالة الأورام، ويُستخدم عادة للأورام الكبيرة للغاية أو العديدة أو العميقة، ويتميز بفعالية عالية لكنه يتطلب فترة تعافٍ أطول مقارنة بالتقنيات الأخرى.
استئصال الورم العضلي بالمنظار البطني
يجرى عبر شقوق صغيرة في البطن، ويتميز بكونه أقل ألمًا وندوب أصغر وفترة تعافٍ أسرع، ويُفضل للأورام متوسطة الحجم الواقعة على السطح الخارجي للرحم.
استئصال الورم العضلي بالمنظار الرحمي
عن طريق إدخال منظار عبر المهبل وعنق الرحم إلى داخل تجويف الرحم، وهو مخصص فقط للأورام الليفية التي تبرز داخل تجويف الرحم، ولا يتطلب أي شقوق خارجية وتكون فترة التعافي قصيرة للغاية.
إليك اجابة سؤال كم تستغرق عملية استئصال الرحم؟
فترة التعافي بعد جراحة الأورام الليفية في الرحم
تعتمد فترة التعافي بصورة كبيرة على نوع جراحة الاورام الليفية في الرحم التي خضعت لها المريضة، ومع ذلك يوجد عدد من الإرشادات العامة التي يجب الالتزام بها في أثناء تلك الفترة، وتشمل ما يأتي:
- تناول الأدوية التي يصفها الطبيب بانتظام.
- تجنب رفع الأثقال أو ممارسة المجهود البدني الشاق لضمان التئام جدار الرحم بصورة سليمة.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة، مع العودة تدريجيًا إلى الأنشطة اليومية البسيطة.
- تناول الأطعمة الصحية والغنية بالألياف وتقليل السكريات والدهون.
- تجنب التدخين والكحوليات.
- تجنب ممارسة العلاقة الزوجية مدة 6 أسابيع حتى يسمح الطبيب.
- التواصل مع الطبيب في حال ظهور أعراض غير طبيعية تُشير إلى حدوث مضاعفات مثل:
- النزيف الحاد.
- الحمى.
- احمرار وتورم الساقين.
إليك نسبة نجاح عملية استئصال الرحم
في النهاية..
إذا أقر طبيبك المعالج بحاجتك إلى جراحة الأورام الليفية في الرحم، ولا داعي للقلق والخوف وتأخير الجراحة فقط انظري إلى الأمر على أنه الحل النهائي للتخلص من الأعراض المزعجة التي يسببها هذا الورم، كل ما عليكِ فعله هو اختيار طبيب ماهر ذي خبرة وكفاءة عالية في إجراء مثل تلك الجراحات ليكون رفيق رحلتك هذه لتخطيها بسلام.
تعرف على المزيد من المواضيع:



