يُعد سرطان المعدة أحد أخطر الأورام التي تصيب الجهاز الهضمي، وذلك لصعوبة اكتشافه في المراحل المبكرة؛ إذ تتشابه أعراضه مع العديد من المشكلات الصحية الأخرى، ما يجعله خطرًا حقيقيًا قد يُهدد الحياة إن لم يُكتشف ويُعالج في الوقت المناسب.

ومن هذا المنطلق، نستعرض في سطور مقالنا اليوم سبل علاج أورام المعدة المتنوعة، ونقدم مجموعة من النصائح علَّنا نساعدكم على تجاوز هذه المحنة.

سبل علاج أورام المعدة: تُحددها نتائج الفحوصات التشخيصية

عادة ما يختلف بروتوكول علاج أورام المعدة من مريض لآخر حسب مجموعة من العوامل، ومن أهمها:

  • نوع الورم وحجمه.
  • معدل انتشار الورم.
  • الحالة الصحية العامة.

وذلك بعد إخضاع المريض لمجموعة من الفحوصات الطبية الدقيقة، وبناءً على نتائجها توضع خطة العلاج، وتُعد الجراحة الأساس في علاج أورام المعدة وتحديدًا الدرجة الأولى والثانية من الإصابة، إذ ينحصر الورم في المعدة أو قد يصل إلى الغدد الليمفاوية المجاورة، وعلى حسب حجم الورم يُحدد الطبيب نوع التدخل الجراحي للحالة، والذي قد يتضمن:

المنظار الفموي

قد يعتمد الطبيب على المنظار الفموي في استئصال أورام المعدة صغيرة الحجم والتي لم تنتشر بعد إلى الغدد الليمفاوية المجاورة، دون الحاجة إلى إجراء شقوق جراحية.

المنظار الجراحي

في حال انتشار الورم في طبقات المعدة وبعض الغدد الليمفاوية المجاورة، قد يلجأ الطبيب إلى استئصاله وأحيانًا الاستئصال الجزئي أو الكلي للمعدة، وذلك عن طريق استخدام المنظار الجراحي والذي يتضمن إجراء عدد من الشقوق في البطن يليها إدخال المنظار ومعه الأدوات الطبية اللازمة، لفصل الورم عن جدار المعدة ثم استئصاله.

تستغرق هذه الجراحة نحو ساعة تقريبًا، وتتسم بالعديد من المميزات التي تجعلها خيارًا أوليًا في العلاج، ولعل أبرزها:

  • احتمالية النزيف أقل.
  • ندرة ظهور مضاعفات صحية بعد الجراحة.
  • فترة التعافي أسرع.
  • عدم الحاجة للمكوث بالمستشفى فترة طويلة.

الجراحة التقليدية

تُعد الجراحة التقليدية هي الخيار الأمثل مع الدرجات المتقدمة من الإصابة، وتحديدًا الأورام كبيرة الحجم المنتشرة إلى العديد من الغدد الليمفاوية المجاورة.

وجدير بذكره أن الخضوع لمثل هذه الجراحة يتطلب اللجوء إلى جراح خبير ومتخصص في استئصال الأورام؛ وذلك لتفادي التعرض للمضاعفات الصحية المحتملة بعد الجراحة، وبلوغ أعلى معدلات شفاء.

تعرف على أعراض سرطان المعدة

العلاجات التكميلية أساسية في بروتوكول علاج أورام المعدة

تُعد العلاجات التكميلية خطوة هامة وأساسية في علاج أورام المعدة، إذ تهدف إلى التخلص التام من الخلايا السرطانية الموجودة بالجسم، وتشمل ما يلي:

العلاج الكيماوي

يتضمن العلاج الكيماوي مجموعة من الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن الوريدي والذي تعمل على تدمير الخلايا السرطانية، وغالبًا ما قد يلجأ إليها الأطباء قبل الجراحة بهدف تقليص حجم الورم، وأيضًا بعد الجراحة لضمان القضاء التام على الخلايا السرطانية.

وكذلك يُعد الكيماوي محورًا أساسيًا في علاج سرطان المعدة من المراحل المتأخرة في حال لم تسمح حالة المريض بالخضوع للجراحة، وغالبًا ما يوصف بجانب أحد العلاجات التكميلية الأخرى لتعزيز نتائج العلاجية.

ومن المحتمل أن ينطوي العلاج الكيماوي على بعض الآثار الجانبية المزعجة والمتمثلة في:

  • الإرهاق والضعف العام.
  • الغثيان والقيء.
  • تساقط الشعر.
  • فقدان الشهية.
  • قرح الفم.

وتتفاوت حدة هذه الأعراض من مريض لآخر حسب عدد الجرعات ونوع العلاج، لكن نطمئنك -عزيزي القاريء- بأن هذه المعاناة لفترة مؤقتة تزول بانتهاء فترة العلاج، ونوصيك بالتحلي بالصبر وعدم التردد في طلب الدعم من الأهل والأصدقاء حتى تمر المحنة بسلام.

تعرف ايضا الى تكلفة عملية استئصال المعدة

العلاج الإشعاعي

يعتمد العلاج الإشعاعي على تسليط حزم من الطاقة عالية التركيز مثل الأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية، وعادة ما يوصف بجانب العلاجات التكميلية الأخرى نظرًا لضعف فعاليته في علاج سرطان المعدة الخبيث.

العلاج المناعي

يعمل العلاج المناعي على تحفيز جهاز المناعة ليتعرف على الخلايا السرطانية ويهاجمها، وكثيرًا ما يوصف في مراحل الورم المتقدمة أو ارتجاع الورم.

العلاج الموجه

يهدف العلاج الموجه إلى إبطاء مفعول التحورات الجينية المسئولة عن تكوين الخلايا السرطانية، ولهذا يُعد أكثر فعالية، وأقل حدة في الأعراض الجانبية.

إليك اجابة سؤال هل السونار يكشف سرطان المعدة؟

لا تتهاون في المتابعة الطبية بعد انتهاء رحلة علاج أورام المعدة

نعلم عزيزي القاريء أن رحلة علاج الأورام طويلة ومرهقة، ولعل وطأتها على النفس شديدة، ولهذا نوصيك بالتحلي بالصبر حتى تُكلل الرحلة بالنجاح وتتماثل الشفاء -بإذن الله-.

ونذكرك بأن هذه المرحلة لا تقل أهمية عن العلاج ذاته، وذلك لأن المتابعة الطبية المنتظمة بعد انتهاء رحلة العلاج تسهم في:

  • الكشف المبكر عن أي علامات لعودة المرض، والتدخل السريع في العلاج.
  • تقييم الحالة الصحية العامة بعد انتهاء رحلة العلاج.

وتشمل المتابعة الطبية زيارات دورية كل 3-6 أشهر بعد العلاج خلال الخمس سنوات الأولى، من أجل الخضوع لمجموعة من التحاليل والأشعة أو المنظار -إذا لزم الأمر- لتعزيز معدلات الشفاء.

وفي نهاية الحديث عن أورام المعدة وعلاجها، نود التنويه أنه بفضل تعدد سبل علاج أورام المعدة وخبرة الأطباء المشهودة في هذا المجال ارتفعت معدلات الشفاء من المرض لا سيما في المراحل المبكرة.

ونصيحتنا الأولى لكم هي عدم التهاون في حال ظهور أي أعراض غريبة، والمبادرة باستشارة الأطباء المتخصصين لتلقي الفحوصات اللازمة والاطمئنان على سلامتكم.

وإذا كان لديكم أي استفسارات أخرى فلا تترددوا في حجز الاستشارة الطبية مع الدكتور أحمد الخطيب -أستاذ جراحة الأورام والمناظير- من خلال الاتصال تلفونيًا على الأرقام الموضحة أمامكم في الموقع الإلكتروني.

وسط البلد

الدقي

التجمع

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.