يُعتبر الكبد والبنكرياس من الأعضاء الأساسية في جسم الإنسان، حيث يلعبان دورًا حيويًا في الحفاظ على الصحة العامة، ويقوم الكبد بعدد من الوظائف الضرورية مثل تصفية الدم من السموم، وإنتاج المواد المسؤولة عن تجلط الدم، وتخزين السكريات، إلى جانب مهام أخرى متعددة، وفي المقابل يساهم البنكرياس في تنظيم مستويات السكر في الدم من خلال إفراز الأنسولين، ويعمل على إنتاج إنزيمات مهمة تساعد في عملية الهضم، ومع ذلك يمكن أن يتعرض كل من الكبد والبنكرياس لأورام تؤثر بشكل كبير على وظائفهما وجودة حياة المريض، ولذا يتزايد البحث عن جراحة أورام الكبد والبنكرياس كخيار علاجي فعال لتحسين الحالة الصحية للمرضى وتخفيف الأعراض المصاحبة لهذه الأورام.

جراحة أورام الكبد والبنكرياس قد تساعد في علاج هذه المشكلة، والتخلص من الأورام التي تؤثر على جودة حياة المرضى، ولكنها من الجراحات الدقيقة التي تحتاج إلى جراح يمتلك خبرة واسعة ودقة عالية في إجراء هذه العمليات، لذلك في هذا المقال سوف نتعرف على أورام الكبد والبنكرياس، وعلى جراحة أورام الكبد والبنكرياس، وذلك مع أحد المتخصصين في هذا النوع من الجراحات الدكتور أحمد الخطيب – أستاذ واستشاري جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة – فتابعوا معنا قراءة هذا المقال للنهاية.

ما هي أورام الكبد؟

للتعرف على جراحة أورام الكبد والبنكرياس، من الضروري أولاً التعرف على أنواع الأورام التي قد تصيب هذه الأعضاء وكيفية تأثيرها على صحة المريض، ولنبدأ في البداية بأورام الكبد.

أورام الكبد هي خلايا غير طبيعية خرجت عن سيطرة الجسم، وبدأت في الانقسام حتى تكونت كتلة خلوية غير طبيعية، وهذه الكتلة تؤثر على وظائف الكبد بشدة وتؤدي إلى الكثير من المضاعفات الخطيرة، ويمكن تقسيم أورام الكبد إلى نوعين رئيسين وهما الأورام الحميدة والأورام الخبيثة أو ما يُطلق عليها اسم السرطانات.

  • أورام الكبد الحميدة

أورام الكبد الحميدة هي الأكثر شهرة إلى حد ما، وهذه الأورام لا تسبب أي أعراض في الغالب، وتُكتشف صدفةً عند إجراء فحص بالسونار أو أشعة مقطعية أو تصوير بالرنين المغناطيسي، ولكنها قد تسبب بعض الأعراض في بعض الحالات مثل الشعور بعدم الراحة في الجزء العلوي الأيمن من البطن، أو تؤدي إلى تضخم الكبد، أو قد تؤدي إلى نزيف الكبد في تجويف البطن، وتوجد العديد من أورام الكبد الحميدة:

  1. ورم وعائي في الكبد (Hemangiomas).
  2. الخراجات أو الأكياس الكبدية (Hepatic cysts).
  3. الأورام الحبيبية الكبدية (Hepatic granulomas).
  4. الأورام الغدية الكبدية (hepatocellular adenomas).
  • سرطانات الكبد

سرطانات الكبد يمكن تقسيمها إلى سرطانات أولية وهي التي تنشأ من البداية في خلايا الكبد، والنوع الثاني هي سرطانات انتشرت إليه من مناطق أخرى في الجسم، وأغلب سرطانات الكبد من النوع الثاني، إذ تنفصل الخلايا السرطانية من أي سرطان في الجسم وتدخل هذه الخلايا إلى مجرى الدم، ويعمل الكبد على تصفية هذا الدم فيُصاب بالسرطان هو الآخر، لذلك نجد أن أنواع سرطانات الكبد تشمل:

  1. سرطان الخلايا الكبدية (hepatocellular carcinoma).
  2. سرطان الكبد النقيلي (metastatic liver cancer).

وسواء كانت الأورام حميدة أم خبيثة فإن جراحة أورام الكبد والبنكرياس للتخلص من أورام الكبد، تعد نقطة أساسية في العلاج، وهذا ما سوف نتعرف عليه في فقرة جراحة أورام الكبد والبنكرياس فتابع معنا قراءة المقال.

أورام البنكرياس

البنكرياس هي غدة تقع بين العمود الفقري والمعدة، ويفرز البنكرياس هرمون الأنسولين بالإضافة إلى العديد من الإنزيمات الهاضمة، ولكنه قد يُصاب بالأورام أو السرطانات، وتعد قنوات البنكرياس هي أشهر مكان للإصابة بسرطان البنكرياس، ومشكلة هذا السرطان أنه في المراحل المبكرة منه لا يظهر أي شيء غريب حتى في اختبارات التصوير، كما أنه لا يُسبب أي أعراض تذكر، لذلك تجد أن أكثر الحالات لا تُشخص حتى ينتشر السرطان في الجسم، كما أن هذا السرطان مقاوم للعديد من الأدوية التي تعالج السرطانات، لذلك فإن علاجه يعد صعبًا إلى حد كبير.

  • أنواع سرطان البنكرياس

يمكن تقسيم سرطان البنكرياس إلى نوعين أساسين وهما:

  • سرطانات البنكرياس خارجية الإفراز (Exocrine pancreatic cancer tumors)

تمثل أكثر من 90% من سرطانات البنكرياس، وتنشأ في قنوات البنكرياس التي تحمل الإنزيمات الهاضمة إلى الأمعاء، ويوجد العديد من أنواع هذه السرطانات مثل:

  • سرطان البنكرياس الغدي (Adenocarcinoma).
  • سرطان الخلايا العنبية (Acinar cell carcinoma).
  • السرطان الغدي الحرشفي (Adenosquamous carcinoma).
  • الورم الأرومي البنكرياسي (Pancreatoblastoma).
  • سرطان الخلايا الحرشفي (Squamous cell carcinoma).
  • الورم الحليمي الكاذب الصلب (Solid pseudopapillary tumor).
  • سرطانات الغدد الصماء العصبية البنكرياسية (Pancreatic neuroendocrine (islet cell) tumors)

تمثل أقل من 10% من سرطانات البنكرياس، وتنشأ هذه السرطانات في الخلايا الجزيرية (islet cell).

  • أورام البنكرياس الحميدة

بالإضافة إلى سرطانات البنكرياس، توجد بعض الأورام الحميدة التي يمكن أن تُصيب البنكرياس مثل:

  1. تكيسات البنكرياس (Pancreatic cysts).
  2. ورم غدي كيسي مصلي بنكرياسي (Serous cystadenoma).
  3. الورم الحليمي المخاطي القنوي (Intraductal papillary mucinous neoplasm).
  4. الورم الكيسي المخاطي للبنكرياس (Mucinous cystic neoplasm).

جراحة أورام الكبد والبنكرياس

تعد جراحة أورام الكبد والبنكرياس أساسية في علاج كل من أورام الكبد والبنكرياس، ولكن توجد عدة طرق لعلاج كل نوع من أنواع هذه الأورام.

  • جراحة أورام الكبد

عند الحديث عن جراحة أورام الكبد والبنكرياس، فإننا سوف نجد طرق لعلاج أورام الكبد وطرق أخرى لعلاج أورام البنكرياس، ولنبدأ أولًا بالتعرف على جراحة أورام الكبد، وعلاج أورام الكبد يعتمد على العديد من العوامل منها:

  1. الحالة الصحية والتاريخ المرضي وعمر المريض.
  2. مدى شدة وانتشار الورم أو السرطان.
  3. قدرة تحمل المريض للأدوية أو التدخلات الأخرى.

تلعب جراحة أورام الكبد والبنكرياس دورًا مهمًا في علاج أورام الكبد، إذ يعمل الطبيب على استئصال الأنسجة السرطانية من الكبد، ولكن يجب أن يكون الورم صغيرًا ومحصورًا، وقد يلجأ الطبيب إلى بعض الطرق الأخرى للعلاج مثل العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي وفي بعض الأحيان قد يحتاج المريض إلى عملية زراعة كبد.

  • جراحة أورام البنكرياس

الجزء الثاني من جراحة أورام الكبد والبنكرياس هو الجزء الخاص بعلاج أورام البنكرياس، ولكن من المهم الحديث في البداية عن هل السرطان قابل للاستئصال جراحيًا أم لا، وتُقسم الأورام بناءً على ذلك إلى:

  1. سرطان قابل للاستئصال: حيث أن السرطان موجود في البنكرياس فقط، ولم يغزو الأوعية الدموية أو الأعضاء المجاورة، ويمكن استئصاله جراحيًا.
  2. السرطان القابل للاستئصال الجزئي: يكون السرطان محصورًا في البنكرياس لكنه قد امتد إلى الأوعية الدموية القريبة بشكل محدود، ورغم هذا الامتداد، لا يزال بالإمكان إجراء عملية جراحية لإزالة الورم.
  3. متقدم محليًا: الورم لا زال في البنكرياس ولكنه أثر بشكل كبير على الأوعية الدموية القريبة، وفي هذه الحالة قد تكون الجراحة خيارًا غير آمن.
  4. المنتشر: في هذه المرحلة يكون السرطان قد انتشر إلى الأعضاء الأخرى مثل الكبد أو الرئتين أو تجويف البطن، وقد يكون قد انتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة.

تعد جراحة أورام الكبد والبنكرياس هي الحل الواقعي لأورام البنكرياس، ولكن يلجأ إليها الأطباء في حالة قابلية الورم للاستئصال، وتوجد العديد من التقنيات الجراحية التي يمكن اللجوء إليها ويعتمد ذلك على موقع وحجم الورم.

  • إجراء ويبل (Whipple procedure)

يلجأ الطبيب إلى هذا الإجراء في حالة أن السرطان كان في رأس البنكرياس، وخلال جراحة أورام الكبد والبنكرياس هذه، فإن الطبيب يستأصل رأس البنكرياس والإثنى عشر، والمرارة، وجزء من القناة الصفراوية، والعقد الليمفاوية القريبة، ثم يعمل الطبيب على توصيل أجزاء القناة الصفراوية والبنكرياس المتبقيين بالأمعاء الدقيقة، ليُعيد تأسيس الجهاز الهضمي.

  • استئصال البنكرياس القاصي أو البعيد (Distal pancreatectomy)

ثاني إجراء في جراحة أورام الكبد والبنكرياس هي استئصال البنكرياس القاصي، ويلجأ الطبيب لهذه الطريقة في حالة أن السرطان كان في ذيل البنكرياس، وفي هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى استئصال الذيل وجزء من جسم البنكرياس، بالإضافة إلى أنه في أغلب الحالات سوف يستأصل الطبيب الطحال.

  • استئصال البنكرياس الكلي

نلجأ إلى هذه الطريقة في حالة انتشار السرطان في البنكرياس بالكامل، لكن لا يزال بالإمكان استئصاله، وفي هذه الطريقة يستأصل الطبيب البنكرياس بالكامل، والطحال والمرارة، وجزءًا من المعدة والأمعاء الدقيقة.

كم تستغرق عملية استئصال ورم البنكرياس

عملية استئصال ورم البنكرياس، والمعروفة أيضًا بجراحة ويبل، تستغرق عادةً من 4 إلى 6 ساعات، ويعتمد وقت العملية على عدة عوامل، منها حجم الورم وموقعه، وكذلك الحالة الصحية العامة للمريض، وخلال هذه الجراحة المعقدة، يقوم الجراح بإزالة البنكرياس، والأثنى عشر، وجزء من الأمعاء الدقيقة، وأحيانًا جزء من المعدة أو الأنسجة المحيطة التي قد تكون مصابة بالسرطان، ونظراً للطبيعة الدقيقة والمعقدة للعملية، يتم تنفيذها تحت إشراف الدكتور أحمد الخطيب وفريق طبي متخصص لضمان تحقيق أفضل النتائج وتقليل المخاطر.

نسبة نجاح عملية ويبل “نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس”

نسبة نجاح عملية ويبل، التي تُعرف أيضًا باستئصال البنكرياس والأثنى عشر، تعتمد على عدة عوامل تشمل حالة المريض الصحية العامة، ومرحلة السرطان، ومدى انتشاره، وفيما يلي بعض النقاط التي تؤثر على نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس:

  • مرحلة السرطان: كلما كان السرطان في مرحلة مبكرة وكان محصورًا في البنكرياس، زادت فرص نجاح العملية.
  • حالة الصحة العامة للمريض: المرضى الأصحاء الذين لا يعانون من مشكلات صحية مزمنة يكون لديهم معدل نجاح أعلى.
  • خبرة الجراح والمركز الطبي: المراكز الطبية ذات الخبرة العالية والجراحين المتخصصين في جراحة ويبل يميلون إلى تحقيق نتائج أفضل.
  • التعامل مع المضاعفات: القدرة على التعامل مع المضاعفات المحتملة بعد الجراحة تلعب دورًا كبيرًا في نجاح العملية.

ولكن بشكل عام يمكننا القول أن سرطان البنكرياس يُعتبر من الأنواع الخطيرة والصعبة العلاج، نظرًا لعدم اكتشافه عادةً إلا في مراحل متقدمة، ومع ذلك فإن إجراء عملية ويبل يمكن أن يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة بنسبة تصل إلى 25%؛ مما يوفر أملًا مهمًا في تحسين النتائج الصحية للمريض.

أفضل جراح جراحة أورام الكبد والبنكرياس

جراحة أورام الكبد والبنكرياس تحتاج إلى دقة عالية وخبرة كبيرة من الطبيب لإجرائها بدقة والحصول على أفضل النتائج، ولذلك من المهم البحث عن أفضل الجراحين، ويمكننا القول أن الدكتور أحمد الخطيب – أستاذ واستشاري جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة – هو أحد هؤلاء الأطباء الأكفاء، فهو:

  • استشاري جراحة الأورام والمناظير.
  • عضو الجمعية المصرية لجراحة الأورام EGSSO.
  • عضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام ESSO.
  • زميل جامعة فريدريش شيلر – تورينغن – ألمانيا 2013.
  • استشارى جراحة الاورام والمناظير – مجموعة مستشفيات كليوباترا.
  • استشاري جراحة أورام الجهاز الهضمى – مستشفى شفاء الأورمان ـ الأقصر.

بالإضافة إلى ذلك، فالدكتور أحمد:

  • يمتلك خبرة واسعة في جراحات الأورام الدقيقة.
  • يمتلك نسبة نجاح عالية في هذا النوع من الجراحات.
  • يستخدم أحدث الأجهزة مثل المنظار في إجراء هذه العمليات.
  • يقدم رعاية ممتازة لكل مريض على حدى قبل وبعد العملية.
  • يهتم بأدق التفاصيل للحصول على أفضل النتائج.
  • يعتمد على فريق طبي متخصص يضمن تقديم رعاية شاملة ودقيقة في كل مراحل علاج جراحة أورام الكبد والبنكرياس، من التشخيص إلى الجراحة والتعافي؛ مما يساهم في تحقيق أفضل نتائج ممكنة للمرضى.

في النهاية، جراحة أورام الكبد والبنكرياس مهمة للغاية للتخلص من هذه المشكلات الخطيرة، ولكن تجدر الإشارة إلى أهمية اختيار أفضل الجراحين لإجراء هذه العمليات بالدقة اللازمة، لذلك لا تترددوا في التواصل مع عيادة الدكتور أحمد الخطيب – أستاذ واستشاري جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة – ليكون رفيقكم في هذه الرحلة الطويلة، والحصول على أفضل النتائج في النهاية.

وسط البلد

الدقي

التجمع