تخيلي لحظة تلقيك لخبر قد يغير مسار حياتك، تلك الكلمات التي تهز أعماقك: “ورم حميد في المبيض” هي عبارة تجلب معها الكثير من التساؤلات والقلق. كيف سيؤثر هذا التشخيص على حياتك؟ هل ستتخلى عن حلم الأمومة؟ هل سيغير هذا الورم من طبيعة حياتك اليومية؟ كل هذه الأسئلة تتزاحم في ذهن كل امرأة تواجه مثل هذا الخبر.

تذكري أن الأورام الحميدة ليست سرطانية، ويمكن علاجها بنجاح بعملية استئصال ورم حميد من المبيض، ولكن مع الرعاية الطبية المناسبة والدعم النفسي، ستتجاوزين هذه المرحلة وتعودين إلى حياتك الطبيعية. تعرفي معنا على طبيعة الورم الحميد، وما هو سبب سرطان المبيض من الأساس، وما هو تأثير استئصال المبيض على الهرمونات.

ما هو ورم المبيض الحميد؟

قبل التحدث عن عملية استئصال ورم حميد من المبيض، سنتعرف أولًا على ورم المبيض الحميد، وهو كتلة صلبة غير سرطانية تتكون من أنسجة تنمو ببطء على سطح المبيض أو داخله، وتنمو بشكل غير طبيعي على المبيض. تُصاب النساء في سن الإنجاب بالأورام الحميدة في المبيض، وتكون النساء اللواتي يعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية أكثر عرضة للإصابة بها بنسبة تصل إلى 50%، بينما تكون النسبة حوالي 30% لدى النساء اللاتي لديهن دورة شهرية منتظمة.

تنقسم الأورام الحميدة في المبيض إلى ثلاثة أنواع رئيسية حسب مكان الورم:

  1. الأورام التي تتكون في الخلايا المبطنة لسطح المبيض (Surface epithelial tumors) وهي الأكثر شيوعًا.
  2. الأورام التي تتواجد في الجزء المسؤول عن إنتاج هرمونات الأنوثة (Stromal tumors).
  3. الأورام التي تتكون في الخلايا التي ستتحول فيما بعد إلى بويضات (Germ cell tumors) وهذا النوع شائع خاصًة بين النساء الأصغر سنًا.

تابعي معنا للتعرف على “ما هو سبب سرطان المبيض؟”

ما هو سبب سرطان المبيض؟

حتى الآن، لم يتمكن العلماء من معرفة “ما هو سبب سرطان المبيض؟” أو تحديد الأسباب الدقيقة وراء السرطانات بمختلف أنواعها، ولكن يمكن القول إن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض وتستدعي الخضوع لعملية استئصال ورم حميد من المبيض، وتشمل هذه العوامل:

  • العمر: يزداد خطر الإصابة لدى النساء فوق سن 50 عامًا.
  • التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المبيض أو الثدي يزيد من احتمالية الإصابة.
  • التغيرات الجينية: بعض الطفرات الجينية يمكن أن تساهم في زيادة الخطر.
  • الدورة الشهرية: بدء الدورة الشهرية قبل سن 12 عامًا أو تأخر انقطاعها.
  • الإنجاب: النساء اللواتي لم ينجبن أو أنجبن أول طفل بعد سن 35 عامًا يواجهن خطرًا أكبر.
  • استخدام هرمون الاستروجين: استخدام هرمون الاستروجين وحده في علاج الخصوبة قد يزيد من الخطر.
  • السمنة
  • العقم.

سنناقش في الفقرة التالية دواعي استئصال ورم حميد من المبيض.

متى نلجأ إلى استئصال ورم حميد من المبيض

عادةً ما يتابع الطبيب أورام المبيض الحميدة من خلال الملاحظة المستمرة إذا كانت لا تسبب مشاكل أو لا تكبر بشكل ملحوظ. ولكن إذا لم يتراجع حجم الورم، أو أصبح مؤلمًا، أو بدأ في النمو، غالبًا ما تكون الجراحة ( استئصال ورم حميد من المبيض) هي الخيار الأفضل.

هناك نوعان رئيسيان: الجراحة بالمنظار وهي جراحة بسيطة تتم من خلال شقوق صغيرة، والجراحة المفتوحة التي تتطلب شقًا أكبر. سيقرر طبيبك الأنسب بناءً على عدة عوامل، مثل حجم الكتلة وموقعها ونتائج الفحوصات.

يعتمد قرار إجراء جراحة استئصال ورم حميد من المبيض على مدى احتمال أن تكون الكتلة سرطانية، فإذا كانت الكتلة غير مؤذية، فقد لا تحتاجين إلى جراحة إلا إذا كانت تسبب ألمًا. وفي هذه الحالة، يمكن إزالتها بجراحة بسيطة بالمنظار. أما إذا كانت الكتلة مشكوك في أمرها أو تبدو سرطانية، فستحتاجين بالتأكيد إلى جراحة لإزالتها.

يحرص الجراح على الحفاظ على وظيفة المبيضين والخصوبة قدر الإمكان، خاصةً في الحالات الأصغر سنًا، ولذلك تتم جراحة استئصال ورم حميد من المبيض بهدف إزالة الورم فقط، مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة السليمة للمبيض وبالتالي الحفاظ على فرص الإنجاب في المستقبل.

مدة الشفاء بعد عملية استئصال المبيض

تختلف مدة الشفاء بعد عملية استئصال المبيض بناءً على نوع الإجراء الذي تم. إذا كانت العملية باستخدام المنظار، قد تتمكن المريضة من العودة إلى المنزل في نفس اليوم. أما إذا كانت العملية جراحية، فقد تحتاج المريضة للإقامة في المستشفى لمدة 3 أيام، وتستغرق مدة الشفاء بعد عملية استئصال المبيض عادةً من 3 إلى 6 أسابيع قبل أن تتمكن من استئناف حياتها الطبيعية.

ولكن ما هو تأثير استئصال المبيض على الهرمونات؟

ما هو تأثير استئصال المبيض على الهرمونات؟ 

تأثير استئصال المبيض على الهرمونات يختلف حسب الحالة، فإذا استُصل مبيض واحد فقط، لن تتأثر مستويات الهرمونات بشكل كبير، إذ سيواصل المبيض الآخر عمله بشكل طبيعي. أما إذا تم استئصال كلا المبيضين، فإن المرأة تدخل فورًا في حالة انقطاع الطمث الجراحي، والتي تُعرف بـ “انقطاع الطمث الجراحي الفوري” (instant surgical menopause).

وتشمل أعراض انقطاع الطمث:

  • جفاف المهبل، والقلق.
  •  الاكتئاب.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.

سيخبرك الطبيب عن الأدوية اللازم تناولها بعد استئصال المبيض حسب حالتك الفردية.

نصائح الدكتور أحمد الخطيب بعد استئصال المبيض

يتمتع الدكتور أحمد الخطيب -أستاذ مساعد جراحات الأورام المعهد القومي للأورام جامعة القاهرة واستشاري جراحة الأورام والمناظير– بخبرة واسعة في جراحة الأورام النسائية والمناظير والكشف المبكر عن الأورام ويقدم عدة نصائح بعد عملية استئصال المبيض:

  • غير مسموح بممارسة الرياضة فيما عدا المشي.
  • تجنب رفع الأشياء الثقيلة.
  • استخدام الفوط الصحية فقط وعدم استخدام السدادات القطنية (Tampon).
  •  الحفاظ على الشقوق الجراحية نظيفة.
  • تناول مسكنات الألم والأدوية والمضادات الحيوية بانتظام.

في ختام مقالنا عن استئصال الورم الحميد من المبيض، وبعد استعراض كيفية اختلاف طرق استئصال الأورام بناءً على حالة المريضة وحجم الورم، من المهم أن نؤكد على ضرورة الاستشارة الطبية المتخصصة. إذا شعرتِ بأي أعراض مثل ألم حاد، تغييرات في الدورة الشهرية (مثل النزيف المفرط أو انقطاع الدورة)، أو زيادة في الإفرازات المهبلية، يُنصح بشدة بمراجعة طبيب مختص فورًا.

للحصول على استشارة دقيقة وعلاج فعال، يمكنك التواصل مع مركز الدكتور أحمد الخطيب الآن واستشارته عن حالتك لضمان أفضل رعاية صحية ومتابعة.

الأسئلة الشائعة 

هل من الضروري ازالة الورم الحميد؟

ليس من الضروري دائمًا استئصال ورم حميد من المبيض، إذ يعتمد القرار على عدة عوامل، مثل حجم الورم، ومدى نموه، وما إذا كان يسبب أعراضًا أو مشاكل صحية. في بعض الحالات، يمكن مراقبة الورم ومتابعته بشكل دوري دون اللجوء للجراحة، خاصة إذا كان لا يسبب أي إزعاج أو مخاطر صحية.

ما هي مخاطر استئصال المبيض؟

مخاطر استئصال المبيض تشمل النزيف الذي قد يتطلب نقل دم، أو تلف الأعضاء المجاورة كالمثانة أو الأمعاء، أو العدوى، أو الفتق، أو تمزق الورم وانتشار الخلايا السرطانية، أو استمرار مشاكل خلايا المبيض، وفقدان الخصوبة إذا تمت إزالة كلا المبيضين.

وسط البلد

الدقي

التجمع