وفقًا للتقارير الصادرة من NIH في عام 2020، سُجلت حوالي 586,000 حالة إصابة بسرطان الغدة الدرقية عالميًا، مما يجعله يحتل المرتبة العاشرة بين أكثر أنواع السرطان شيوعًا. هذا الارتفاع في الحالات يزيد من الاهتمام بنسبة الشفاء من سرطان الغدة الدرقية الحليمي (أكثر أنواع سرطان الغدة الدرقية شيوعًا) والأمل في حياة طبيعية بعد العلاج.
في هذا المقال، سنجيب على أسئلتكم حول نسبة الشفاء من سرطان الغدة الدرقية الحليمي، ومراحل المرض، وما الأسباب التي تدفعك لإجراء عملية استئصال الغدة الدرقية، وهل يعود سرطان الغدة الدرقية بعد استئصالها. تابعونا للتفاصيل.
ما هو سرطان الغدة الدرقية الحليمي (Papillary thyroid cancer)؟
قبل التطرق إلى نسبة الشفاء من سرطان الغدة الدرقية الحليمي، من المهم أولاً فهم ما هو هذا النوع من السرطان. يُعد سرطان الغدة الدرقية الحليمي الأكثر شيوعًا بين أنواع سرطان الغدة الدرقية، إذ يشكل حوالي 80% من الحالات، ويصيب خلايا الغدة الدرقية المسؤولة عن إنتاج بروتين الثيروجلوبيولين، بالإضافة إلى أنه يتميز عادةً بنموه البطيء وتركزه غالبًا في فص واحد من الغدة.
الجدير بالذكر أن سرطان الغدة الدرقية الحليمي لا ينتشر بسرعة، مما يجعله أكثر استجابة للعلاج. بشكل عام، فإن فرص الشفاء من هذا النوع من السرطان مرتفعة مقارنةً بأنواع السرطان الأخرى. سنتحدث في الفقرة التالية عن نسبة الشفاء من سرطان الغدة الدرقية الحليمي.
نسبة الشفاء من سرطان الغدة الدرقية الحليمي
تُعد نسبة الشفاء من سرطان الغدة الدرقية الحليمي مرتفعة للغاية، إذ أن حوالي 90% من المصابين يعيشون لمدة تتراوح بين 10 إلى 20 سنة بعد العلاج. وفقًا لما ورد في موقع جمعية السرطان الأمريكية، فإن نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات تصل إلى 99% للأشخاص الذين لم ينتشر لديهم السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 74% في حال انتشاره إلى أجزاء أخرى.
يجب التنويه أن هذه النسب تستند إلى دراسات أُجريت على مجموعات من المرضى خلال فترات زمنية معينة وفي مراحل متشابهة من المرض، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن كل حالة سرطان هي فريدة من نوعها، إذ تتأثر النسبة بعوامل متعددة مثل مرحلة اكتشاف السرطان، وحالة المريض الصحية، وغيرها من العوامل. ورغم ذلك، يمكن القول بثقة استنادًا إلى المعطيات المتاحة أن نسبة الشفاء من سرطان الغدة الدرقية الحليمي مرتفعة جدًا.
إذًا، هل يعني ذلك أن هناك مراحل لهذا النوع من السرطان؟ الإجابة نعم، بالفعل هناك مراحل سرطان الغدة الدرقية الحليمي، وهذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل في الفقرة القادمة.
مراحل سرطان الغدة الدرقية الحليمي
في هذا النوع من السرطان، يلعب السن دورًا مهمًا في تحديد مرحلة المرض، وتكون نتائج العلاج أفضل بكثير لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا، إذ يُعد هؤلاء في المرحلة الأولى من المرض طالما لم ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم. أما بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا، فتقدير مرحلة المرض يكون مختلفًا ويعتمد على نظام TNM لتحديد المراحل وفقًا لمؤسسة أبحاث السرطان الخيرية في المملكة المتحدة، تُصنف مراحل سرطان الغدة الدرقية الحليمي كالتالي:
- المرحلة الأولى: يقتصر فيها السرطان على الغدة الدرقية فقط.
- المرحلة الثانية: يبدأ السرطان بالانتشار إلى العقد الليمفاوية القريبة.
- المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان إلى الحنجرة، أوالقصبة الهوائية، أو المريء.
- المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان إلى أجزاء بعيدة من الجسم أو إلى الأنسجة العميقة في الرقبة.
بغض النظر عن المرحلة التي تمر بها، هناك دائمًا أمل في العلاج والتعافي. من المهم أن تتخذ خطوة للكشف المبكر وتواصل مع مركز الدكتور أحمد الخطيب -أستاذ مساعد جراحات الأورام بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة واستشاري جراحة الأورام والمناظير. بفضل خبرته الواسعة في علاج وجراحة الأورام- سيساعدك على تجاوز هذه المرحلة الصعبة بأقل مضاعفات.
ولكن قبل ذلك، لتعرف ما إذا كنت في مرحلة معينة من سرطان الغدة الدرقية الحليمي أو إذا كنت مصابًا بهذا النوع من السرطان من الأساس، يجب أن تكون على دراية بالأعراض المرتبطة به، وهذا ما سنوضحه في الفقرة القادمة.
أعراض سرطان الغدة الدرقية الحليمي
عادةً، لا يسبب سرطان الغدة الدرقية الحليمي أي أعراض واضحة، وغالبًا ما يظهر في صورة كتلة غير مؤلمة على الغدة الدرقية. في حالات نادرة، قد يتسبب في ألم في الرقبة، أو الفك، أو الأذن. أما إذا كان الورم يضغط على القصبة الهوائية، فقد يؤدي ذلك إلى صعوبة في التنفس أو البلع.
إذا كان هذا النوع من السرطان لا يسبب ألمًا، قد تتساءل: لماذا يلجأ البعض لاستئصال الغدة الدرقية؟ في الفقرة القادمة، سنوضح لك ما الأسباب التي تدفعك لإجراء عملية استئصال الغدة الدرقية.
ما الأسباب التي تدفعك لإجراء عملية استئصال الغدة الدرقية؟
في بعض الحالات، عندما لا تكون الأدوية خيارًا مناسبًا، قد يوصي الطبيب باستئصال الغدة الدرقية. الأسباب التي تدفعك لإجراء عملية استئصال الغدة الدرقية كالتالي:
- نمو غير طبيعي في الغدة الدرقية مثل وجود كيس أو عقدة.
- فرط نشاط الغدة الدرقية بشكل مفرط (thyrotoxicosis).
- الأورام السرطانية وغير السرطانية في الغدة، خاصة إذا كانت مصحوبة بأعراض.
- تورم الغدة الدرقية الذي يؤدي إلى صعوبة في التنفس أو البلع.
ولكن، هل يعود سرطان الغدة الدرقية بعد استئصالها؟
هل يعود سرطان الغدة الدرقية بعد استئصالها؟
نعم، من الممكن أن تتكرر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية حتى بعد العلاج أو استئصال الغدة، خاصة إذا كانت الخلايا السرطانية قد انتشرت خارج الغدة قبل استئصالها. نسبة نجاح عملية الغدة الدرقية تعتمد على عدة عوامل مثل حجم الورم ومدى انتشاره
أما بالنسبة لسرطان الغدة الدرقية الحليمي، فإن احتمالية تكرار الإصابة به منخفضة. للحصول على إجابة دقيقة حول ما إذا كنت معرضًا لتكرار الإصابة، يجب استشارة الطبيب، الذي سيقوم بتقييم حالتك بناءً على خصائص السرطان لديك.
وفي ختام مقالنا عن نسبة الشفاء من سرطان الغدة الدرقية الحليمي، إذا كنت تبحث عن طبيب متخصص في جراحة الأورام لإجراء العملية أو إذا كنت تعاني من أي أعراض وتفكر في الكشف، ننصحك بالتواصل معنا في أقرب وقت. حدد موعدًا مع الدكتور أحمد الخطيب، افضل دكتور جراحة اورام في مصر. لا تتردد، اتصل بنا الآن.
الأسئلة الشائعة
هل يعيش الانسان طبيعي بعد استئصال الغدة الدرقية؟
نعم، يمكن للإنسان أن يعيش حياة طبيعية بعد استئصال الغدة الدرقية، لكن سيجب عليه تناول أدوية بديلة للهرمونات الدرقية ومتابعة الفحوصات الدورية، ويتكيف معظم الأشخاص مع العلاج ويواصلون حياتهم بشكل طبيعي.
ماذا يعني ارتفاع Thyroglobulin؟
ارتفاع مستوى الثيروجلوبولين قد يشير إلى وجود سرطان الغدة الدرقية المتبقي أو تكراره بعد العلاج، أو قد يكون نتيجة لحالات التهاب أو اضطرابات أخرى في الغدة الدرقية.