لا شك أن معرفة كم نسبة نجاح عملية استئصال جزء من القولون هو أكثر ما يشغل المرضى المقبلين قريبًا على هذا الإجراء نتيجة إصابتهم بأمراض القولون، وتعد هذه العملية آمنة إلى حدٍ كبير، وفعالة في علاج سرطان القولون والكبد والعديد من الأمراض الأخرى.
ومن هذا المنطلق سلطنا الضوء في مقالنا اليوم على كل ما يتعلق بنسبة نجاح عملية استئصال جزء من القولون بحسب ما رصدته آخر الدراسات العلمية، كما نتناول أهم العوامل التي قد تؤثر في نسبة النجاح، وبعض النصائح التي تُحسن فرص الشفاء الكامل بعد العملية.

كم نسبة نجاح عملية استئصال جزء من القولون؟

بحسب ما أكدته الدراسات، تختلف نسبة نجاح العملية باختلاف طبيعة المرض والمرحلة التي اكتُشف فيها، وعمر المريض ومدى مهارة الجراح، ولكن في العموم تتراوح نسبة نجاح هذه العملية من 85% إلى 95%.
ويمكن تقسيم نسبة النجاح حسب طبيعة المرض على النحو الآتي:

النسبة في حالة الإصابة بسرطان القولون

في هذه الحالة عادةً ما تكون نسبة نجاح عملية استئصال جزء من القولون عالية، فقد تصل إلى 90% أو أكثر إذا اكتُشف السرطان في مراحله المبكرة و استُئصل الورم بالكامل، مع خضوع المريض إلى العلاج الداعم مثل العلاج الكيماوي أو الإشعاعي بعد العملية.

النسبة في حالة الإصابة بمرض كرون أو التهاب القولون التقرحي

في حالة عدم وجود أورام سرطانية، تكون نسبة النجاح عالية أيضًا وتصل لأكثر من 90%.

النسبة في حالة الانسداد المعوي

في هذه الحالة كلما كان التشخيص مبكرًا كلما ارتفعت نسبة النجاح ووصلت إلى 95%، ولكن إذا حدثت مضاعفات مثل انفجار القولون قد تقل هذه النسبة إلى 85%.

ما العوامل التي تؤثر في نسبة نجاح عملية استئصال جزء من القولون؟

تتأثر نسبة النجاح ومدة الشفاء من عملية استئصال القولون بعدة عوامل ألا وهي:

الحالة الصحية للمريض

كلما كانت وظائف قلب المريض ورئتيه جيدتين، ولا يعاني أمراضًا مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري بنوعيه أو الفشل الكلوي، كانت نسبة نجاح العملية أعلى، أما المرضى الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة أو مشكلات صحية مزمنة فقد يتعرضون إلى مضاعفات تُقلل نسب نجاح العملية.

الكشف المبكر وسرعة التشخيص

يعد التوقيت عاملاً حاسمًا في نسبة نجاح عملية استئصال جزء من القولون، فالكشف المبكر عند ظهور أعراض تخص أمراض القولون المختلفة، يرفع من نسبة نجاح العملية بصورة كبيرة -إذا استدعت الحالة تدخلًا جراحيًا-، أما عن الإهمال، فقد يُعرض أصحابه إلى مضاعفات خطيرة مثل انفجار الأمعاء أو التهابات شديدة في تجويف البطن، ما يؤدي إلى صعوبة علاجها وانخفاض نسب نجاح العملية دون مضاعفات.

نوع الجراحة

استخدام المنظار الجراحي بدلًا من الجراحة المفتوحة التقليدية يؤثر بصورة إيجابية في نتائج العملية ونسبة نجاحها، فالجراحة بالمنظار تقلل من احتمالات العدوى والنزيف وتسرع من تعافي المريض، ويكون ألمها أقل مقارنةً بالجراحة التقليدية.

حجم الجزء المصاب من القولون

إذا كان الجزء المصاب صغيرًا وسهل الوصول إليه لاستئصاله دون التأثير على بقية أجزاء الجهاز الهضمي، كانت الجراحة أبسط ونسبة نجاحها أعلى، أما في الحالات التي ينتشر فيها المرض في كافة أجزاء القولون أو يسبب تضرر شديد في أنسجة الأمعاء، تكون الجراحة أكثر تعقيدًا وتحتاج إلى مهارات إضافية لدى الجراح.

خبرة الجراح والفريق الطبي

كلما كان الجراح دقيقًا وذي خبرة في جراحات استئصال القولون، وكان فريقه مدربًا على التعامل مع حالات القولون المعقدة، وملتزمًا بأعلى معايير التعقيم والرعاية، كانت نسبة حدوث مضاعفات أقل، ومن ثم زادت فرص نجاح العملية والشفاء التام.
متى تقل نسبة نجاح عملية استئصال جزء من القولون؟
رغم أن عملية استئصال جزء من القولون آمنة وفعالة، قد تقل نسبة نجاحها في بعض الحالات، مثل:

  • تأخر الكشف والتشخيص.
  • معاناة أمراض مزمنة غير مستقرة مثل أمراض القلب والسكري.
  • سوء التغذية.
  • الإصابة بالمضاعفات الناتجة عن أمراض القولون.
  • الانتشار الواسع لأورام القولون.

أهم نصائح لزيادة نسبة نجاح عملية استئصال جزء من القولون

إن اتباع بعض الإرشادات البسيطة قبل وبعد العملية يحسن من نتائجها بصورة ملحوظة، وذلك على النحو التالي:

الالتزام بتجهيزات ما قبل العملية

مثل الصيام قبل العملية وضبط مستوى السكر وضغط الدم، وتناول الأدوية التي تساعد على تفريغ الأمعاء إذا نصح بها الطبيب.

اختيار الجراح المتخصص

ابحث عن الجراح المتخصص صاحب الخبرة الكبيرة في أمراض القولون وعلاجها بأحدث التقنيات.

الالتزام بإرشادات الطبيب بعد العملية

مثل الحفاظ على مواعيد الأدوية والاهتمام بالجرح ونظافته، وسرعة الكشف عند ظهور أيٍ من أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون

التغذية السليمة

فالنظام الغذائي الصحي يساعد على سرعة التئام الجرح وتحسين حركة الأمعاء بعد الجراحة، ومن الأفضل زيارة أخصائي تغذية ليعينك على اتباع النظام المناسب لحالتك في أثناء فترة التعافي.

الحركة الخفيفة بعد الجراحة

وذلك بمجرد أن يسمح لك الطبيب، فالحركة البسيطة كالمشي الخفيف تحسن من الدورة الدموية وتقلل من فرص الإصابة بجلطات الدم.

أسئلة شائعة عن عملية استئصال جزء من القولون

تشمل أهم هذه الأسئلة ما يلي:

كم من الوقت يستغرق القولون للشفاء بعد استئصاله؟

تختلف مدة شفاء القولون بعد العملية حسب سبب الخضوع لها، ولكنها في العموم تتراوح ما بين 4 إلى 6 أسابيع، ويستغرق الشفاء التام عدة أشهر.

كم من الوقت بعد استئصال القولون يمكنك أن تأكل؟

يمكنك تناول الطعام بعد أيام من العملية، يحددها لك الطبيب وفقًا لحالتك.

كم يستغرق وقت عملية استئصال القولون؟

قد تستغرق العملية ساعة إلى ساعتين حسب درجة انتشار المرض ونوع التقنية المستخدمة.

كيف يتم التبرز بعد استئصال القولون؟

ستتمكن من التبرز بالصورة الطبيعية بعد العملية، وسيكون البراز مائي أو لين وهذا أمر طبيعي.
خلاصة القول، تُعد نسبة نجاح عملية استئصال جزء من القولون مرتفعة بفضل التقنيات الجراحية الحديثة، ولكن ليتحقق هذا النجاح يجب أن تُجرى في الوقت المناسب على يد جراح خبير في عمليات استئصال القولون.
ونصيحتنا لك في النهاية هي الاهتمام بنمط حياتك بعد العملية والالتزام بكافة التغيرات التي تطرأ عليه مثل التغذية السليمة والحركة المبكرة، مما يساهم في سرعة تعافيك وعودتك إلى حياتك الطبيعية.
يمكنكم معرفة كافة التفاصيل عن سعر عملية استئصال القولون في مصر، من خلال استشارة الدكتور أحمد الخطيب أستاذ مساعد جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة.

وسط البلد

الدقي

التجمع

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.