يعد سرطان البنكرياس من الأورام الخبيثة التي تزداد خطورتها مع الوقت إذ يصعب التعامل معها لصعوبة اكتشافه بسبب غياب الأعراض الواضحة في المراحل المبكرة من الإصابة إلى جانب الطبيعة المعقدة للبنكرياس نفسه، فهل هناك وسائل فعالة في علاج سرطان البنكرياس؟ الإجابة في هذا المقال.

طرق علاج سرطان البنكرياس

مع التقدم الطبي الهائل، صارت هناك خيارات علاجية متعددة قد تساعد في زيادة فرص النجاة والتعافي من سرطان البنكرياس.

 

ويُعد التدخل الجراحي أحد الخيارات الرئيسية في علاج سرطان البنكرياس، لكنه يعتمد بشكل أساسي على مرحلة المرض ومدى انتشاره؛ إذ تكون فعالة للغاية إذا اكتُشف المرض صدفةً في مراحله المبكرة، أو في الحالات التي لا ينتشر فيها السرطان إلى الأنسجة المجاورة. 

وهناك عدة صور للتدخلات الجراحية المستخدمة في علاج سرطان البنكرياس، ويختار منها الطبيب النوع الأنسب للحالة بناءً على:

  • مكان وحجم الورم.
  • الحالة الصحية بشكل عام. 

وفيما يلي نوضح الأنواع المختلفة للجراحة المستخدمة في علاج سرطان البنكرياس، إذ تشمل:

عملية ويبل (Whipple Procedure)

تمثل عملية ويبل الخيار الجراحي الأكثر شيوعًا  في علاج سرطان البنكرياس عندما يكون الورم في الجزء العلوي منه بالقرب من الاثني عشر (بداية الأمعاء الدقيقة).

وتتضمن العملية إزالة الجزء المصاب من البنكرياس، مع أجزاء من الأمعاء الدقيقة والمعدة والمرارة، أيضًا قد تُزال الغدد الليمفاوية القريبة من البنكرياس للتأكد من عدم انتشار السرطان مرة أخرى بعد استئصاله.

 

ويتلخص الهدف من هذه الجراحة في التخلص من أكبر قدر ممكن من الورم، ومن ثم تعافي المريض تمامًا في حال اكتُشف المرض في مرحلة مبكرة حتى وإن استغرق ذلك فترة طويلة بعد العملية إذ تتراوح بين 6 إلى 12 أسبوعًا.

 

استئصال البنكرياس جزئيًا 

في هذه الجراحة، وإذا كان الورم موجودًا في الجزء الخلفي من البنكرياس جهة الطحال، فيستأصله الطبيب بالإضافة إلى الطحال نفسه إذا لزم الأمر، في حين يُترك الجزء الآخر من البنكرياس سليمًا؛ وذلك للحفاظ على أكبر قدر ممكن من وظائف البنكرياس.

ورغم أن تعد هذه العملية أقل تعقيدًا من عملية ويبل، لكن لا يزال هناك خطر محتمل للإصابة بمضاعفات مثل العدوى أو النزيف مصاحب لكلا الجراحتين، علاوةً على ذلك قد يعاني المريض انخفاض مستوى السكر في الدم جراء فقدان جزء من البنكرياس.

استئصال البنكرياس كليًا 

في حالات نادرة، قد يكون من الضروري استئصال البنكرياس بالكامل إذا كان الورم قد انتشر فيه بشكل واسع.

وتتضمن هذه الجراحة إزالة كامل البنكرياس، بالإضافة إلى الأجزاء المجاورة مثل الطحال وجزء من الأمعاء الدقيقة وبعض الغدد الليمفاوية للتخلص من الورم الذي قد استشرى في نسيج البنكرياس.

ولا نخفيك سرًا، فبعد هذه الجراحة، يصبح الجسم غير قادر على إنتاج الأنسولين أو الإنزيمات الهاضمة بعد استئصال البنكرياس؛ ولذلك يحتاج المريض إلى تناول جرعات محددة من الأنسولين باستمرار إلى جانب مكملات الإنزيمات الهضمية؛ ما يعني ضرورة المتابعة بانتظام مع الطبيب متخصص بانتظام للتمكن من التعايش مع تبعات العملية بأمان. 

تعرف علي: جراحة أورام الكبد والبنكرياس

العوامل المؤثرة في نجاح جراحات علاج سرطان البنكرياس

هناك عدة عوامل تؤثر بصورة كبيرة في نجاح جراحات استئصال البنكرياس سواء كليًا أو جزئيًا، ومنها:

مرحلة السرطان

إن اكتشاف أعراض سرطان البنكرياس المبكرة والتأكد من التشخيص في أقرب وقت هما العاملان الأهم في تحديد نسبة نجاح العملية، فإذا كان السرطان لا يزال محدودًا ولم ينتشر إلى الأنسجة المجاورة أو الأعضاء الأخرى، كانت فرص النجاح أكبر.

حجم الورم وموقعه

إذا كان الورم صغيرًا وموقعه بالقرب من الأطراف الخارجية للبنكرياس، فإن عملية إزالته تكون أسهل مقارنةً بالأورام الكبيرة أو تلك التي تتكون بالقرب من الأوعية الدموية الرئيسية؛ إذ يعوق الجراحة بشكل كبير ويزيد من تعقيدها.

حالة المريض الصحية بصورة عامة

يُعد العمر والحالة الصحية العامة للمريض من العوامل المهمة التي تؤخذ في الاعتبار عند تحديد نسبة نجاح العملية، فالمرضى الذين يعانون مشكلات صحية مزمنة، مثل أمراض القلب أو السكري قد يكونون أكثر عرضة للمضاعفات بعد الجراحة. 

خبرة الجراح والفريق الطبي

تتطلب عمليات استئصال الأورام مهارات جراحية عالية، ومن ثم فإن الخبرة والتخصصية التي يتمتع بها الجراح وفريقه الطبي لها تأثير كبير على نتائج الجراحة. 

المضاعفات المحتملة بعد الجراحة

مثل أي عملية جراحية كبرى، هناك خطر من حدوث مضاعفات بعد عمليات استئصال أورام البنكرياس، مثل النزيف والعدوى واضطرابات الجهاز الهضمي جراء حاجة الجسم للأنسولين، والتي قد تختلف حدتها بين مريض وآخر، مما يؤدي في النهاية إلى تباين نسبة النجاح.

وبغض النظر عن النسبة المتوقعة للنجاح، فإن جميع العمليات على اختلافها تتطلب التزام المريض بتوصيات الطبيب بعدها قبل أن يقرر استئناف الأنشطة اليومية بشكل طبيعي، ومنها الفحوصات والمتابعات الدورية لتقييم الوضع والاطمئنان على مستويات السكر بالدم، واتباع الحمية الغذائية التي يصفها بعد العملية بحذافيرها، وأخذ قسط كاف من الراحة وتجنب بذل أي مجهود.

وفي الختام،

يعتمد علاج سرطان البنكرياس على نوعه وحجمه ومرحلته وحالة المريض العامة، ورغم التحديات، تظل العلاجات والتقنيات الطبية الحالية تمنح المرضى فرصًا جيدة لتعزيز نتائج العمليات ومن ثم التمتع بحياة صحية.

فلا تجعل اليأس يتسلل إليك وبادر بالتواصل مع الدكتور أحمد الخطيب -أستاذ مساعد جراحات الأورام والمناظير بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة- للحصول على استشارة طبية متخصصة وخطة علاجية تتناسب مع حالتك، ولا يسعنا في النهاية إلا أن ندعو بدوام العافية للجميع.

وسط البلد

الدقي

التجمع

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.