سرطان المثانة من الأمراض التي قد تكون صامتة في بدايتها، لكنها تؤثر في صحة المصاب وجودة حياته إذا لم تُشخص وتُعالج في الوقت المناسب، لذا فإن فهم أسباب هذا المرض ومراحله وعلاماته الأولى سيساعد المريض في التعامل معه، وهو ما سنتعرض إليه في السطور القادمة.
نبذة عن سرطان المثانة
سرطان المثانة هو نمو غير طبيعي لخلايا بطانة المثانة -العضو المسؤول عن تخزين البول- وتتعدد أنواع هذا السرطان، لكن أكثرها شيوعًا هو سرطان الخلايا الانتقالية الذي يبدأ في الطبقة الداخلية للمثانة، وقد يبقى هذا الورم محصورًا في هذه الطبقة، أو ينتشر إلى الطبقات الأعمق إذا لم يُعالج في مراحله المبكرة.
أسباب سرطان المثانة
الأسباب التي تؤدي إلى سرطان المثانة متنوعة، وهي تتضمن عوامل بيئية ووراثية، ومن أبرز هذه الأسباب:
- التدخين: تخرج المواد الكيميائية المستنشقة من السجائر عن طريق البول، مما يؤدي إلى تهيج خلايا المثانة وزيادة احتمالية نشوء السرطان فيها.
- التعرض للمواد الكيميائية: فالعاملون في الصناعات الكيماوية والبلاستيكية معرضون لخطر أكبر للإصابة.
- التهابات المثانة المزمنة: الالتهابات المتكررة أو المزمنة قد تسبب تغيرات في خلايا المثانة، ومن ثم تصبح بيئة محتملة لنمو الخلايا السرطانية.
- التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المثانة تزيد احتمالية الإصابة.
- العلاج الإشعاعي أو الكيماوي السابق: العلاج الذي يستهدف الحوض أو المثانة قد يزيد من خطر الإصابة على المدى الطويل.
- شرب المياه الملوثة: التعرض طويل الأمد للمياه المحتوية على نسب عالية من الزرنيخ يرفع من خطر الإصابة.
علامات سرطان المثانة
عادةً ما تكون أعراض سرطان المثانة غير واضحة في البداية، مما يساهم في تأخير التشخيص بعض الشيء، وترتبط معظم أعراض سرطان المثانة بطبيعة البول وشكله، فهي تشمل مثلًا:
- ظهور دم في البول (البيلة الدموية): من أكثر العلامات شيوعًا، إذ يكون البول مائلًا إلى اللون الوردي أو البني.
- تكرار التبول: شعور دائم بالحاجة إلى التبول، حتى مع إخراج كميات قليلة من البول.
- الإحساس بالألم في أثناء التبول: شعور بحرقان أو ألم في أثناء إخراج البول.
- شعور بآلام الحوض أو الظهر: خاصة إذا كان السرطان في مراحل متقدمة.
- وجود تغير في لون البول أو رائحته: عادةً ما يصاحب سرطان المثانة تغيرات ملحوظة في خصائص البول.
مراحل سرطان المثانة
تمر معظم أنواع السرطان عمومًا بعدة مراحل تُحدد مدى خطورتها وانتشارها، وينطبق ذلك أيضًا على المثانة. ويمكننا عرض مراحل سرطان المثانة بإيجاز على النحو الآتي:
- المرحلة الأولى: يقتصر الورم على الطبقة الداخلية للمثانة.
- المرحلة الثانية: ينتشر السرطان إلى جدار المثانة العضلي.
- المرحلة الثالثة: يمتد الورم إلى الأنسجة المحيطة بالمثانة، مثل البروستاتا أو المهبل.
- المرحلة الرابعة: يصل السرطان إلى العقد الليمفاوية أو أعضاء أخرى بعيدة مثل الكبد والرئتين.
تشخيص سرطان المثانة
نظرًا لغموض أورام المثانة في مراحلها الأولى، يكون من الأفضل أن يخضع المريض للتشخيص على يد طبيب متخصص حتى يتأكد من حالته الصحية. ويعتمد تشخيص سرطان المثانة على مجموعة من الفحوصات، منها:
- تحليل البول: يكشف عن وجود خلايا غير طبيعية أو دم في البول.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية: يساعد في تحديد حجم الورم وموقعه.
- تنظير المثانة: يُدخل الطبيب كاميرا صغيرة عبر الإحليل لفحص بطانة المثانة مباشرة.
- الخزعة: تؤخذ عينة من الورم لفحصها تحت المجهر للتأكد من نوع السرطان ومرحلته.
هل سرطان المثانة سريع الانتشار؟
هناك نوعان مختلفان من سرطان المثانة:
- سرطان المثانة غير الغازي: هذا النوع غالبًا ما يكون بطيء الانتشار ويبقى محصورًا في الطبقة الداخلية من جدار المثانة ولا ينمو في الأنسجة العميقة، ومن ثم لا ينتقل إلى الأعضاء الأخرى
- سرطان المثانة الغازي: وهو على العكس من النوع السابق، ينمو في الخلايا العميقة لجدار المثانة، وقد ينتقل إلى الأعضاء المجاورة، لذا عادةً ما ينتشر هذا النوع بسرعة أعلى.
إقرأ عن: جراحة أورام المثانة
علاج أورام المثانة
يعتمد علاج ورم المثانة على مجموعة مختلفة من الإجراءات يحددها الطبيب حسب مرحلة الورم ونوعه، وفي الغالب تشمل هذه الإجراءات الخضوع لعملية جراحية، يستأصل فيها الجرّاح الورم إذا كان في مرحلة مبكرة، أو يستأصل المثانة بالكامل إذا كان في مرحلة متقدمة.
بجانب الجراحة، تشمل الإجراءات الأخرى:
- العلاج الكيماوي: يُستخدم قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، أو بعدها للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية.
- العلاج الإشعاعي: يُستخدم لتدمير الخلايا السرطانية في المثانة أو المناطق المجاورة.
- العلاج المناعي: يُعزز مناعة الجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية، وهو من الإجراءات التي تلعب دورًا هامًا في كثير من الحالات.
- العلاج الموضعي (داخل المثانة): حقن مواد مباشرة في المثانة لعلاج الورم في مراحله المبكرة.
إقرأ عن: نسبة نجاح عملية استئصال المثانة
هل سرطان المثانة يسبب العقم؟
لا تسبب أورام المثانة بحد ذاتها العقم، ولكنه قد يحدث نتيجة العلاج الإشعاعي أو الجراحة التي تؤثر في الأعضاء التناسلية.
في النهاية، سرطان المثانة من الأمراض التي يمكن التغلب عليها عند التشخيص المبكر، بالإضافة إلى أن الوعي بأسبابه ومتابعة العلامات التحذيرية واللجوء إلى التشخيص المناسب يضمن فرصًا أفضل للعلاج والشفاء، وتكمن النصيحة الأهم في الحرص على الوقاية من عوامل الخطر، مثل التدخين والتعرض للمواد الكيميائية.