تُعد عملية استئصال جزء من القولون إجراءً جراحيًا ضروريًا في بعض الحالات، بدءًا من مصابي أورام القولون الحميدة والخبيثة، مرورًا بمرضى التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، ووصولًا إلى حالات الانسداد المعوي أو الانثقاب، وعلى الرغم من أن هذه العملية خطوة حقيقية نحو التعافي، فإن فترة ما بعد الجراحة قد تكون مزعجة لبعض المرضى، إذ تصاحبها مجموعة من الأعراض والتغيرات التي يصعب عليهم فهمًا والتعامل معها، لذا من خلال مقالنا هذا سنتناول أبرز اعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون، موضحين كيفية التعامل معها لضمان تعافٍ سريع وفعال.

اعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون

قد يكون الحل أحيانًا في علاج سرطان القولون والكبد هو استئصال جزء منهما، وبينما يفكر بعض الأشخاص حينئذ في سعر عملية استئصال القولون في مصر، فإن ما يشغل تفكير الآخرين هو ما يشعرونه من اعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون، والتي تتمثل فيما يلي:

الشعور بالألم

يشعر المريض بألم في البطن بعد عملية استئصال جزء من القولون -وهو أمرُ طبيعي-، وقد يستمر هذا الألم لعدة أيام أو أسابيع ثم يختفي تدريجيًا.

الغثيان والرغبة في القيء

عادةً ما يكون هذا الشعور مؤقتًا، إذ يستمر لمدة يوم أو يومين فقط، وغالبًا ما يكون ذلك أحد الآثار الجانبية للتخدير.

انتفاخ البطن وكثرة الغازات

بعد العملية، تحدث بعض التغيرات في وظيفة الجهاز الهضمي أو طول القولون، ويتطلب الأمر بعض الوقت حتى يستعيد كل منهما وظيفته ويتكيف مع الأوضاع الجديدة، لذا يعاني المريض حينئذ من صعوبة في عملية التبرز وخروج الغازات، وهو ما يصيبه بالانتفاخات الشديدة.

الإسهال أو الإمساك المستمر

من الممكن أن تصبح حركة الأمعاء غير منتظمة بعد الجراحة، ومن ثم يعاني المريض الإمساك أو الإسهال، وقد يستمر الأمر عدة أسابيع بعد العملية.

الشعور بالإرهاق والتعب العام

وهو شعور طبيعي يواجهه أغلب المرضى بعد العملية، ومن الممكن أن يستمر عدة أسابيع ويكون ذلك نتيجة التخدير.

فقدان الشهية

فقدان الشهية من أشهر اعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون، إذ يعانيه المريض خلال الأيام الأولى بعد الجراحة، وربما يكون ذلك نتيجة تناول بعض الأدوية بعد العملية.

الضعف والهزال نتيجة عدم امتصاص العناصر الغذائية

قد يُسبب استئصال جزء من القولون ضعفًا في امتصاص بعض المعادن والفيتامينات، ومن ثم قد يُصاب المريض بسوء التغذية والضعف العام، خاصة إذا لم يهتم بتناول المكملات الغذائية وتعويض المفقود منه عبر نظام غذائي صحي.

القلق والخوف

يحدث هذا الشعور عادة نتيجة اعتقاد المريض أنه لن يعود إلى حياته الطبيعية بعدما فقد جزءًا من القولون، لذا يجب التنويه أنه في حال التزم المريض بتعليمات الطبيب ما بعد العملية، سيعود إلى ممارسة أنشطته اليومية بصورة طبيعية.

مع العلم أن شدة الأعراض ومدتها قد تختلف بناءًا على الحالة الصحية العامة للمريض، وحجم الجزء المُستأصل -ما إذا كان جزءًا كبيرًا أم صغيرًا، بالإضافة إلى مدى التزام المريض بتعليمات ما بعد العملية.

جميع الأعراض التي تناولناها سابقًا تُعد أمورًا طبيعية لا بد أن يمر بها معظم الخاضعين للعملية، في حين أن بعض الأعراض الأخرى قد تنذر بخطر ما لا بد من التدخل الفوري لاكتشافه.

اعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون تستدعي التدخل الطبي الفوري

في بعض الحالات من الممكن أن يحدث مضاعفات تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا، والتي تتضمن ما يلي:

  • حدوث نزيف أو تسرب للغذاء من الأمعاء.
  • ارتفاع مستمر في درجة الحرارة.
  • حدوث عدوى في مكان الجرح والتي تظهر في صورة احمرار أو تورم أو خروج إفرازات من الجرح.
  • ألم شديد غير محتمل يستمر حتى بعد تناول المسكنات.
  • صعوبة في عملية التبرز وإخراج الغازات لفترة طويلة.
  • تورم وألم في الساقين.
  • غثيان وقيء مستمرين.
  • انتفاخ أو تورم في مكان الجرح نتيجة الإصابة بالفتق الناتج عن ضعف عضلات منطقة البطن.

نصائح للشفاء سريعًا من اعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون

توجد بعض النصائح والتعليمات التي من شأنها أن تُسرع من مدة الشفاء من عملية استئصال القولون، وتُحسن جودة حياة المريض بشكلٍ عام بعد العملية، تشمل هذه النصائح ما يأتي:

تناول الأدوية المُوصى بها بانتظام

تشمل هذه الأدوية عادةً المضادات الحيوية ومسكنات الألم، إذ يساعد تناولها بالجرعات والمواعيد التي يوصي بها الطبيب على تخفيف اعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون وتجاوز هذه المرحلة سريعًا.

الالتزام بتعليمات العناية بالجرح

لا بد من الاهتمام بنظافة الجرح من خلال تغيير الضمادات وفقًا للطريقة والمواعيد التي يوصي بها الطبيب تجنبًا لحدوث أي عدوى.

الحصول على الراحة

يجب أن يأخذ المريض قسطًا كافيًا من الراحة والاسترخاء في الأسابيع الأولى بعد العملية، مع تجنب الأنشطة البدنية الشاقة ومحاولات رفع الأشياء الثقيلة التي تُرهق عضلات البطن.

اتباع نظام غذائي صحي

الالتزام بنظام غذائي صحي يُكسب المريض الطاقة ويُعيده إلى حياته الطبيعية سريعًا، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تناول وجبات صغيرة الحجم مقسمة على مدار اليوم، والحرص على احتوائها على أطعمة لينة سهلة الهضم في الأيام الأولى مع تجنب الأطعمة الدسمة أو التي تسبب الانتفاخات مثل الكرنب والبروكلي.

شرب الماء

يقي شرب الماء بكميات وفيرة من الإمساك، فلا ينبغي أن تقل كمية المياه المتناولة يوميًا عن ٨ – ١٠ أكواب، إضافة إلى العصائر الطبيعية وشوربة الخضروات.

ممارسة الأنشطة الخفيفة

من المهم أن يمارس المريض الأنشطة البسيطة بعد العملية مثل المشي ، فمن شأنها تنشيط الدورة الدموية في الجسم ومن ثم تقلل من خطر الإصابة بالجلطات وتُحسن حركة الأمعاء.

الامتناع عن التدخين

يؤثر التدخين بالسلب على حياة الشخص الطبيعي، ومن ثم فإن تأثيره مضاعف على شخص يتعافى للتو من جراحة دقيقة، إذ يُبطء شفاء الجرح ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

تجنب التوتر والضغط النفسي

في بعض الأحيان، قد تؤدي اعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون إلى شعور المريض بالتوتر والضغط النفسي، والذي من شأنه أن يقلل مناعته ويؤثر سلبًا في التئام الجروح ومدة الشفاء، لذا لا بد أن يُحارب المريض هذا الشعور وذلك بطلب المساعدة من العائلة والأصدقاء لتجاوز هذه المرحلة، وتحسين حالته النفسية ومن ثم سرعة التعافي.

في النهاية..
إن فهم اعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون وكيفية التعامل معها، يساعد المريض على تجاوز هذه الفترة بنجاح والعودة إلى حياته الطبيعية تدريجيًا، ومع ذلك إذا شعر المريض بأي مخاوف أو شغلته إجابات بعض الأسئلة عن الجراحة، فلا بد من مناقشتها مع الطبيب دون تردد ليطمئن قلبه.

وسط البلد

الدقي

التجمع

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.